عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
12

المشاهدات
7010
 
فاطمة جلال
مراقبة سابقة

اوسمتي


فاطمة جلال will become famous soon enoughفاطمة جلال will become famous soon enough

    غير موجود

المشاركات
8,285

+التقييم
1.47

تاريخ التسجيل
Nov 2009

الاقامة

رقم العضوية
8124
05-09-2012, 10:43 PM
المشاركة 1
05-09-2012, 10:43 PM
المشاركة 1
افتراضي قـــراءة ...في عيــــون الوطــن
قــــراءة ... في عيــــــون الوطــــن

ما زلت أتابع قراءتي لصور فوق الجدار..., تعانقها عيوني نهارا فتزورني في المنام ولست
عارفة بتأويل الأحلام...أنا هنا يا سادة لست أرثي رحيل جدي ,,, أرثي رحيل وطن ,رحيل
شعب من الكفاح ,أبكي غربة الأوطان , يوم أن عشش البوم واستوطن مدائن السلام ,
فعاث في الأرض فسادا ,ولطخ جدران الحرية بسواد ليله الطويل , ولكنا شعب
مقدام ما زالت أمهاتنا يتعطرن ,بدماء الشهداء, بالحنة وبأزاهير الياسمين, يوم فقدنا الكثير
من البراءة وتركنا شراعنا يهاجر لوجه الريح ..
.

جاءني يحمل أحلام الوطن وفي يده خارطة الطريق , يتراءى أمام ناظري رجلا لا يشبهه
من الرجال إلا وجه أبي , صوت قادم من بعيد , حيرة في عينه , وعلى الشفاه آلف علامة
وسؤال , كأنه لم يمت بعد ما زال عوده صلبا , وصوته جهورياُ ,,وعلى وسطه يتلقد سيفه
سمعت الصوت قادم من بعيد رفعت الغطاء عن وجهي ,هتفت لبيك يا جدي ...
- من فاطمة...!!!
- أجل ... فاطمة , ماذا بك يا جدي ...,وماذا تحمل بين يديك ...!!!
حَلُمت حلما غريبا وأريد تفسير الأحلام التي لا تفارقني

أين والدك ( جلال )...
- لقد رحل...قتله غربة الأيام , طحنته الحياة وطحنها . كم كانت قاسية عليه ..
لقد أصيب بجلطة أقعدته أسير الفراش , ومات وما زال الحلم يسكن روحه ...

إليَّ بعمك (محمود )...
- لقد استشهد يا جدي عندما فرَّ مع الثوار فعانقت روحه أطياف السماء ...
فماتت جدتي حزنا عليه..بكته طويلا , واحتسبته عند الله شهيدا ...عريس تحمله
أعلام النصر ودماؤه معشقة بتراب الوطن

-عمتك (زينب )...
- أعياها التقليد الأعمى , وتلك العنجهية , فلا عاشت الماضي ولا الحاضر , فعندما
أدركتها العنوسة , أقفلت الباب على روحها حتى تحجر الدمع في مأقيها ...

-عمك (أمين )
- جمع من المال ما قد يجعله سعيدا , وأعرض عن الزواج , سافر بلاد الشرق والغرب , لكن
حظه التعس قضى عليه , ولم يجعله يعيش لحظة سعادة أو يحلم بكلمة ( بابا),
أو يعيش في حضن وطن دافئ...فهدر المال وعاد (بخفي حُنَين ) مما زاد تعاسة جدتي
ما بين رجل شهيد وأخر معذب شريد ...

الي (بأمكِ )...
- أمي كما عهدتها زيتونة صابرة مرابطة فوق عمر الجراح...ما زالت تُطرز على ثوب النهار
بحكايات الماضي ...تناضل من أجلنا بعد رحيل أبي فأقسمت ان لا تكون لغيره ..
تُجدل ضفائرها , وتنقش يديها المجعدتين بالحناء لعل أحلام الصبا تعود يوما..
تعيش في الماضي وعندما تريد أن تفرحنا الحكايا ... تذكُرك كثيرا وتروي لنا حكاياتك والعسكر فتقول: يا أولادي
جدكم أسطورة لن يكررها الزمان..فارس لا يهاب الليل ولا أفواه الثعالب ولا الذئاب الجائعة...
جدكم وطن حب ونبع حنان ,,,جدكم شامخ كجبال عيبال ...لم ينحنِ للريح يوماُُ,
ولم يسجد إلا لله الواحد القهار ...
اِنظر يا جدي ها هي الصور تملأ الجدران وبندقية صيدك ... قلت لها يا أمي لقد عفى
عليها الزمان ويكسوها غبار النسيان...نظرت بعين كلها حنان هي إرث جدك يا ابنتي
وحكايات بطولة لا تنتهي لا تفرطي بها يا- فاطمة - إنها عراقة وأصالة الأجداد...

_ أخوك ( عبد الله )...
سافر يا جدي ,,, وترك الوطن, سرقته بلاد الغربة التحق ليكمل تعليمه , فأغرته الدنيا
بعطرها برائحة قهوتها ونسائها ولم يعد, ولم نسمع عنه أي خبر, وما زالت أمي تبكي
غيابه وكل يوم تُعلق على جدائل الشمس رسالة حنين , علها تصل اليه ...

أختك (أمل .)..
آه يا جدي... خلف القضبان هي _ عروس فلسطين _ , صبية بعمر الورد حكم على
بالسجن المؤبد ...لم تفرح بصباها ...قيدوها ...ضربوها حتى أُثخِنَت بالجراح.. فما زال ن
شيدها الأبدي (( فلسطين حرة عربية ...وإنا لعائدون إنا لعائدون فلا تحزني يا أمي
لم أكن يوما إلا منارة فلن تُدنسني أيدي القذارة ...)
وما زلنا ننتظر حلم العودة

_ كفى يا جدي تعبت وتعبت وتعبت ....!!!1

صمتَ طويلا, وشعرت بدخان أبيض يتخلل لحيته...حتى أنني سمعت صوت أنفاسه
كقرع الطبول إيذانا للحرب,,شعرت بالخوف حاولت أن ألمس كفوفه فوجدت يدي تحترق ..
حاولت أن اختبئ تحت وسادتي لم أستطع...
- سأزور الحي, أريد أن أشم رائحة تراب الوطن المعشقة بدماء الشهداء
- حاولت التهرب لكن لا جدوى شدني من يدي بقوة لم أعهدها طيلة عمري
,أمسك بيدي وسرنا معا, وما لبث
أن أفلت زمام يدي وانتصب قائما أين أنا..
بل أين أنتم ؟؟
أين الوطن..!!!
هل ضيعتم الزمان والمكان وتراث الأجداد وعَرق الآباء...!!!

وللحديث بقية ..قــــراءة ... في عيــــــون الوطــــن.

فاطمة جلال - 09_ أيار - 2012


تَعَـالَ ...
نَعْـجِن مِـن الحِـرَفِ رَغِيفًـا عَـلَى مَوَائِـدِ الـكَلَامِ ...
وَنَـكْتُب رَسَائِـلَ الحَـنِينِ إِلَى اليَـاسمِينِ ....

تعـالَ...
فمن تشتاق الـروحُ اليـهم ؛ قـــد أوغلـوا فـي الغيـاب !

فاطمة جلال

.....