الموضوع
:
اعتذار الأدباء (مقالة متجددة بقلم عبده بن فايز الزبيدي)
عرض مشاركة واحدة
05-03-2012, 05:55 PM
المشاركة
7
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 3
تاريخ الإنضمام :
May 2007
رقم العضوية :
3512
المشاركات:
1,928
اعتذار ابن أبي عتيق*
جاء في العقد الفريد:
(أبو القاسم جعفر بن محمد قال: لما وصف عبد الله بن جعفر لعبد الملك بن مروان ابن أبي عتيق وحدثه عن إقلاله وكثرة عياله أمره عبد الملك بن مروان أن يبعث به إليه.
فأعلمه ابن جعفر بما دار بينه وبين عبد الملك وبعثه إليه.
فدخل ابن أبي عتيق على عبد الملك فوجده جالساً بين جاريتين قائمتين عليه يميسان كغصني بانٍ بيد كل جارية مروحة تروح بها عليه مكتوب بالذهب على المروحة الأولى: إنني أجلب الريا ح وبي يلعب الخجل وحجاب إذا الحب يب ثنى الرأس للقبل وغياث إذا الندي م تغنى أو ارتجل وفي المروحة الأخرى: أنا في الكف لطيفة مسكني قصر الخليفة أنا لا أصلح إلا لظريف أو ظريفه أو وصيف حسن القد شبيه بالوصيفه قال ابن أبي عتيق: فلما نظرت إلى الجاريتين هونتا الدنيا علي وأنستاني سوء حالي وقلت: إن كانتا من الإنس فما نساؤنا إلا من البهائم.
فكلما كررت بصري فيهما تذكرت الجنة فإذا تذكرت امرأتي وكنت لها محبا تذكرت النار.
قال: فبدأ عبد الملك يتوجع إلي بما حكى له ابن جعفر عني ويخبرني بما لي عنده من جميل الرأي.
فأكذبت له كل ما حكاه له ابن جعفر عني ووصفت له نفسي بغاية الملاء والجدة.
فامتلأ عبد الملك سروراً بما ذكرت له وغما بتكذيب ابن جعفر.
فلما عاد إليه ابن جعفر عاتبه عبد الملك على ما حكاه عني وأخبره بما حليت به نفسي.
فقال: كذب والله يا أمير المؤمنين وإنه أحوج أهل الحجاز إلى قليل فضلك فضلاً عن كثيره.
ثم خرج عبد الله فلقيني فقال: ما حملك أن كذبتني عند أمير المؤمنين قلت: أفكنت تراني تجلسني بين شمس وقمر ثم أتفاقر عنده! لا والله ما رأيت ذلك لنفسي وإن رأيته لي.
فلما أعلم بذلك عبد الله بن جعفر عبد الملك بن مروان قال: فالجاريتان له.)
____________________________
ابن ابي عتيق : قال عنه الدكتور عبدالعزيز عتيق في كتابه (تاريخ النقد العربي عند العرب) ما يلي :
ولعلَّ أكبر شخصية ناقدة ظهرت بالحجاز في العصر الأموي و اُثِرَ عنها الكثيرُ من النقدِ هي شخصية ابن ابي عتيق . و هو عبدالله بنُ ابي عتيقٍ محمدِ بن عبدالرحمن بن أبي بكرٍ الصِّديق ابن ابي قُحافة , و أبوه و جده من صحابة الرسول
و يحدثنا أبو العباس المبرد أن ابن أبي عتيق هذا قد غلبت عليه الدُّعابة و شُهر بها.
وسائلٍ عَنْ
أبي بكرٍ
فقلتُ لهُ:
بعدَ
النَّبيينَ
لا تعدلْ به أحَدا
في
جنَّةِ الخُلدِ
صِديقٌ
مَعَ
ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا
رد مع الإقتباس