عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2012, 12:27 AM
المشاركة 13
فيصل أحمد الجعمي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
تابع : عاد أبي غربته وعمري تقريباخمس سنوات أغدقت علي أمي_حفظها الله_من الحنان والعطف والتأديب والرعاية ماأعجزعن وصفه لقد كنت وحيدها وأنيسها جزاها الله عني كل خير...
أما عن البدايات الأولى للتعليم فعند الفقيه منصور فيما كان يسمى (المعلامة)كان الفقيه يقوم بتعليمنا القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم .
وكان يثني علي برسائل يرسلها معي إلى جدي وصلت في تعلمي عنده إلى المرحلة النظرية بمعنى أنه كان يعلمنا على ثلاث مراحل مرحلة تعلم أبجدية الحروف (والتهجي ) ثم مرحلة الحفظ لمجموعة سور من القرآن ثم مرحلة القراءة النظرية حتى إتمام إتمام المصحف .
فلما وصلت إلى المرحلة النظرية توقفت عن المواصلة عند الفقيه.. لقد كان رجلا صارما في إجراءاته العقابية وتأديب التلاميذ على أخطائهم كنت أشاهده عندما يقوم بضربهم بالعصي أشاهد هذه المواقف أمامي وبالرغم من أنه لم يحصل أن ضربني أو عاقبني على طول فترة تعلمي عنده إلا أنني ضقت ذرعا بتصرفاته مع غيري وأخافني وكان شاع صيته في الأوساط أنه ظالم لايرحم ففكرت يوما ما في حيلة...عدت من (المعلامة) أنفردت عن زملائي ذهبت إلى أحد الأماكن الخالية قطعت مجموعة من العصي ثم بدأت أضرب نفسي بنفسي على الفخذ والساقين حتى تورما بعدها عدت إلى البيت أخبرت جدتي أن الفقيه ضربني وكشفت عن أماكن الضرب فلما رأتها صاحت وأمطرت عليه الشتائم وأقسمت أني لن أعود إليه..فماهي إلا فترة وجيزة وافتتحت المدرسة الابتدائية في القرية التحقت بالمدرسة كان المدرس سوداني الجنسية إسمه :محمدعلي عثمان. بدأنا ندرس في الصف الأول فلمارآى مستوائي ومجموعة من زملائي نقلنا إلى الصف الثاني وبدأ يدرس الصف الأول والصف الثاني في هذه الفترة أشتعلت نيران الحرب بين ماكان يسمى بجبهة التحريرالوطنية... وبين الموالين للدولة وكانت عزلتنا من ضمن العزل الموالية للدولة راح ضحية هذه الحرب كثير من أبناء العزلة بمافيهم عمي أخو أبي وجدي الأب لأمي _كان يحبني حبا شديدا_ وجدي الأخ لجدتي أم أبي كان ذلك في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات ..لقد كانت أحداث مؤلمة ومفجعة..ثم انتهت هذه الحرب واصلت التعليم حتى الصف الخامس وعمري آنذاك أظن اثنتاعشرة...ثم الصف السادس نهاية المرحلة الابتدائية يجرى فيه الامتحان باشراف وزارة التربية والتعليم(امتحان وزاري) أجتزت الامتحان بتفوق وجاء دورالمرحلة الاعدادية لم تكن المرحلة متوفرة في القرية...أنتقلت إلى المدينة وفيها درست الصف الأول الاعدادي أكملت العام ...بعدذلك اعتمدت المرحلة الاعدادية في القرية ودرست فيها الصف الثاني والثالث الاعدادي...اجتزت امتحان نهاية المرحلة الاعدادية بتفوق وامتياز..
في أثناء دراستي لهاتين المرحلتين كان أبي يعود من غربته بعدسنة أوسنتين لم أسمع منه كلمة ثناء شعرت بأنه غيرمهتم بي كنت أحاول أن أبدع وأتميزفي الدراسة حتى ألفت نظرأبي ... فقط جدي هومن كان يشجعني ويفاخربي أمام أقراني ولداتي إلا أبي هكذا ظهر ربما كان قاصدا ذلك لكني كنت أجهل أنه حريص جدا وشديد الحرص على تعليمي فلما أنهيت المرحلة الاعدادية أرسل لي بخطاب وكان حينهافي أرض الاغتراب وهوأول خطاب في حياتي أتلقاه من أبي فتحت الخطاب قرأته قال بعد بسم الله
(الولدالغالي فيصل ...الآن أدركت أنك كفؤ وأنك قادر على أن تواصل الدراسة في المرحلة الثانوية بكل جدارة..)
عبارة طالما حلمت بها وطالما أشتقت أن أسمعها منذ البدايات الأولى لنشأتي التعليمية قرأت العبارة مرة ومرات وفي كل مرة أقرؤها كانت أعيني تفيض من الدمع..