.
.
أنا الغصن يخشى عليه الخريف
ويشتاق دمع السحاب الكثيف
أنا الصبحُ يزهو بأنوارهِ
ويغزوه جيشُ الظلامِ المخيف
غريبُ الديارِ ولا دارَ لي
سوى الأمنياتِ التي تستضيف
أنا من أنا يا شفاه المنى؟
ويا بسمةً في ثنايا الحصيف؟
أحب الضيا والصّبَا والندى
وأشتاقُ للنور شوقَ الكفيف
وأكره أن أرتمي للدجى
وتنهالُ حولي دموعُ الأسيف
أأبكي على فائتٍ قد مضى؟
بكاءَ الصبي اليتيمِ الضعيف
وأنسى بأني سليلُ العلا
حفيدُ الضياءِ الذي لا يحيف
أمر على ذكرياتِ الصبا
مرورَ المحبّ التقيّ العفيف
وأخطب منها الودود التي
يهز هواها القوام الخفيف
إذا أغمض الصبحُ أجفانَه
وغادرتِ الشمسُ جوي اللطيف
أرى الشوقَ يركض بي تاركاً
ديارَ المآسي لموجٍ وسِيف
وأشتاق للفجر من نوره
أشيّد في الأفق قصراً منيف
..
.
.