الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
04-30-2012, 02:57 PM
المشاركة
498
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
أما في
مسألة "الفنون" عموما، فقد يكون هذا القول قولا سليما، ذلك انّ الحوامل الرقمية
تتيح امكانات عرض غير محدودة، وتنويعا للأشكال وانخراطا ضمن حدود
الإمكان
.
فالجوانب المقدرة، الافتراضية، تعين علي الحكم وتكشف عن امكانات أخري
اضافية، يصعب تجميد حركيتها أو الامساك بها. انها مثل النهر المتحوّل
.
إننا نعلم
أنّك "أكاديمي" اذ أنّك حامل "دكتوراه" في اختصاص "الرواية" ألا يمكن لهذه المعرفة
بالمناهج والأساليب والأطر أن تؤثر سلبا علي مجال ابداعك؟
كنت أخاف هذا في
الماضي. والملاحظ انني بدأت مبدعا، فلقد ظهرت قصصي القصيرة الاولي، حين كنت فوق
مقاعد المدرسة الثانوية علي صفحات مجلة "الفكر". بيد انّ تنوع التجارب، واختلافها
في الزمان مكنني وبكثير من المرونة من التعامل مع لحظة الابداع الروائي
.
الرواية
اليوم سبيل آخر من سبل المعرفة بالنسبة اليّ، أدخل لعبتها تحت دفع اغراءات شتي
بعضها منــدرج ضمن سياق المتعــة، وبعضها ضمن سياق المعرفة، وفي المعرفة متـــعة
أيضا
.
المهم انني اليوم أواصل مشروعي، وأترك الحكم له أو عليه للمستقبل
والتاريخ. فأنا لست متعجلا، كما أنه لا يعنيني أن يعرف الناس نصي خلال حياتي، أنا
أراهن علي الخمسين سنة المقبلة، دون ادّعاء طبعا
.
ألا تري أننا في مرحلة تقتضي
منّا اعادة الوعي بتصنيف الفنون ممّا يجعلها تنفتح علي بعض وممّا يؤهّلها الي
"
شعريّة" أخري يضطلع بها المؤلف والقارئ والناقد علي حدّ السواء؟
أنا معك في هذا
الفهم، وفي زعمي تحمل الرواية اليوم هذا المشروع، ويمكن أن تحيله مستقبلا علي
الكثير من النضج. التجاوب بين الفنون هو جوهر بقائها
.
الشعر، النحت، الرسم،
المعمار، الموسيقي... كلّها من الفنون التي تغني النصّ الروائي اليوم. وتضيف اليه
الكثير. ولقد بدأ النقد اليوم يتحدث عن تحوّل الرواية الي "ديوان العرب" اليوم، بعد
أن كان الشعر يحتل هذه الوظيفة في الماضي. وهذا مهم جدّا، لأن الرواية تمكن الكاتب
والقارئ من امكانات غير محدودة للتوافق بين الفنون
.
في أوّل التسعينات أصبحت
نائبا في البرلمان ولكنّك بدأت الكتابة ونشرت نصوصك قبل ذلك بسنوات. فبماذا أفادتك
السياسة داخل عالمك الروائي؟
الاشتغال بالشأن العام فتح عيني علي الواقع، مكنني
من معرفة البلاد، فلقد زرت كل مناطق الجمهورية تقريبا. وفي ذلك غنيمة كبيرة بالنسبة
الي روائي
.
لقد جبت الأنحاء، واطلعت علي الخفايا، فأغني هذا عالمي الروائي
. "
النخاس" ظهرت بعد دخولي البرلمان، لكنها كتبت قبل ذلك
.
أما باقي الروايات، وهي
"
السيرك"، "سبع صبايا"، "لون الروح" و "النهر قرب المدينة"... فقد كتبت في المرحلة
البرلمانية، وهذا أنا مدين به لهذه التجربة الثرية جدا التي مكنتني من الاطلاع
العميق علي حياة الناس في كل مناطق البلاد. وفي ذلك غني وتنوع وتعدد ثقافي
بديع
.
بعد أزمة حقيقية داخل اتحاد الكتّاب التونسيين وبعد خلاف عاصف بين العديد
من الكتّاب وبين الهيئة المتخلية وقع انتخابك رئيسا لهذا الهيكل. الآن وبعد ما يزيد
عن السنتين من اضطلاعك بهذه المهمة ما الذي لم تستطع تحقيقه؟ وما هي موانعه؟
لقد
تمكنت من قبول عدد كبير من الكتاب ضمن الاتحاد خلال السنوات القليلة الفارطة (ثلاث
سنوات) بلغ حوالي 300 كاتب. بيد أنني بقيت علي حرماني، لأنه يوجد كتّاب كثيرون،
وكتّاب كبار، لم يدخلوا الاتحاد
.
وأنا أعتقد أن الأمر يعود الي رغبتهم في البقاء
خارج الهياكل، ولا يعود الي خلاف ايديولوجي مع الرؤي السائدة في الاتحاد
.
هل تري
في تعددية تمثيل "الكتّاب التونسيين" من خلال وجود هياكل جمعياتية موازية مجالا
لتطوير وعي الادباء بالفضاءات الثقافية والمدنية علي حد السواء؟
نعم، أنا مع
تعدد الهياكل، فلتعدد الجمعيات الثقافية، إغناء لتجارب كتابنا وتفتيق لأذهانهم،
ونشر للثقافة الجديدة بين صفوفهم
.
بيد أنّ وفاء هؤلاء جميعا ينبغي أن يلبث
للكتابة والكتّاب أوّلا وأخيراً. لهذا فلا ينبغي أن ينشأ هذا العمل المتنوع في كمّ
السياسة مهما تكن وجهتها، انما ينبغي أن يزدهر في حضن الثقافة
.
للأسف هنالك من
رجال القلم اليوم بيننا من يعنيه الحضور السياسي أكثر من الحضور الادبي، وهذا خطأ
محض
.
لو تبوّأت سلطة سياسية متصلة بمجال الثقافة مما يطوّر هامش التصرّف لديك
"
سلطة وقرارا وتنفيذا" فما الذي ستسعي لتحقيقه للكاتب وللقارئ ولعالم الفن
عموما؟
يا أخي حاتم... يمكنني أن أعد بالكثير دون أن أطبق شيئا حين يتوجب
ذلك
!
لو جالست السيد وزير الثقافة لالتمست منه شيئا من التوازن في التعامل بين
الكاتب ، المخرج السينمائي والرسام التشكيلي فقط
.
لقد سبق لبعض النواب بمجلس
الأمة كما كان يسمي سابقا أو مجلس النوّاب حاليا أن أصدروا مذكّراتهم عما كان يدور
بهذا الفضاء فهل تنوي لاحقا اصدار "مذكّرات"؟ ولماذا؟
لا، لا أنوي ذلك، تجربتي
في مجلس النواب يمكن أن تضيء تجربتي عموما، لكنها لا ينبغي أن تستفرغها تماما، بحيث
تغدو هي الاصل
.
أنا كاتب رواية في المقام الاول، ثم أنا مدرس في الجامعة في
المقام الثاني، وعضو في مجلس النواب في المقام الثالث
...
...
ولا أريد أن أخلط
الأوراق
!!
انّ الكتابة لا يمكن لها أن تتطوّر الاّ في عالم الحريّة
والديمقراطية. فما نصيب الكاتب العربيّ من ذلك؟
الكاتب العربي غير حرّ. وهذا لا
يعود الي رقابات وزارات الداخلية، وقد قلت هذا وكررته مرات متعاقبة. انما هو عائد
الي الرقابة الدنيئة، والرقابة الأخلاقية، والرقابة الأسرية. لي صديق شاعر كبير بلغ
الستين، ساءلته زوجته : "كيف تواصل الحديث في الغزل، وبناتك اليوم شابات!!" هذه هي
المسألة
!!
لعلّها لا تقوم من غير ايجاد موقف ضروري من الذات والتاريخ و"الآخر
"
الشبيه والمختلف تجاوزا لموانع "الآن" والماضي واستشرافا لنصّ آخر؟
هذه بعض
شروطها، كلنا نحمل الماضي العقدي عبئا يقيد حركتنا، بينما جعل منه غيرنا دافعا نحو
المزيد من الإبداع والحرية. حين ننجح في ذلك... قد يكتب لنا البقاء والتأثير في
عالم اليوم
!
اذن من أين تبدأ الكتابة والي أين تنتهي؟
لا بداية للكتابة ولا
نهاية محددة لها، في يقيني أن الرواية تستهل في لحظة ما، يمكن ألا تكون ضرورة
البداية المادية فوق الورق، انما هي نابعة من لحظة إحساس الكاتب بها. لذلك فالكتابة
عملية سيميائية عسيرة جدا، يصعب الإمساك بها أو ضبطها في الزمان أو المكان، أو شدها
الي رؤية بعينها، الرواية متبدلة متحولة علي الدوام
.
لهذا أود أن أصرح هنا أن
الكتابة تعينني علي تحمّل أعباء الوجود، مواجهة تعب الأبناء، والشغل، الاحساس
بالمتعة التي يفتقدها الكائن الاجتماعي في الحياة اليومية
.
انّ الرواية هي
اضافتنا الي الثقافة، علي افتراض أن الثقافة هي اضافتنا الي الطبيعة. هل أمازحك
فأقول ان تعريفي للانسان ينبع من كونه كاتب رواية
!
وعنده القيروان ...خزينة
ذكريات يمكن أن انعطف عليها في أية لحظة
.
رد مع الإقتباس