الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
04-25-2012, 01:28 PM
المشاركة
466
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
عبد السلام
العجيلي
طبيب
...
أديب ... رحالة ... سياسي ... رسام ... إعلامي ... سوري ... برز اسمه كأحد أعلام
الأدب الواقعي الحديث في سوريا خاصة وفي العالم العربي بعامة، ألف ما يزيد عن 45
كتاباً بين رواية وشعر ومقالة ومقامات وقصص قصيرة وغيرها، وقد ترجمت معظم أعماله
إلى اللغات الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والأسبانية والروسية
.
تتميز أعماله
بالبساطة والسلاسة ونكهة الحكاية والجاذبية، ولا غرابة أن أطلق عليه لقب حكواتي
الفرات
.
وتعلق بالرقة مسقط رأسه ومثواه الأخير، فقد ارتبط بها ارتباطاً
وثيقاً، فقد سافر شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، لكنه كان يعود بعد كل رحلة إلى
الرقة، وعاش ردحاً من الزمن في دمشق وزيراً، ولكن سرعان ما عاد إلى الرقة التي
ألفها وألفته، حتى لقب بأيقونة الرقة
.
شخصياً (أنا طل الربوة) قرأت مجموعة
كبيرة من كتب العجيلي وما زلت أحتفظ بمجموعة منها، ولإعجابي الشديد بالأديب الرائع
...
أحببت أن
ولادته
ونشأته
ولد
في الرقة 1918، ونشأ فيها وتعلم في مدارسها، وأكمل دراسته في حلب وجامعة دمشق،
وتخرج منها طبيباً عام 1945
.
يروى جانباً من سيرته الذاتية
فيقول
:
أبحرت
إلى كل الموانئ
مرفأ الذاكرة لدى كاتب هذه السطور،
على اتساعه وطول أرصفته، يضيق بالأحداث والصور والأقوال التي تزاحم فيه وعليه، وليس
ذلك مستغربا على ما مر بي في ثمانين عاما من العمر قد انقضت لي، وعلى ظروف مختلفة
عشت فيها ونشاطات مارستها في مجالات العلم والأدب، ومجالات السياسة والحرب، وفي
عملي كطبيب، وفي الأسفار والعلاقات الاجتماعية ، وفي غير هذه وتلك وهاتيك
.
أبعد
ما استقر في ذاكرتي من صور هي بلا شك صورة ترجع إلى سني طفولتي الأولى، وذلك حين
فكنت في الثالثة من عمري أو حين خطوات أولى خطواتي في سنتي الرابعة، عرفت مبلغي من
العمر أيام هذه الصورة بعد ما كبرت وسمعت ما رواه من أبنا بلدتي الصغيرة من تاريخ
هذه البلدة، وهي الرقة على شاطئ الفرات في شمالي سوريا، ومن حكايات الأحداث التي
مرت بها زمن طفولتي، تلك الصورة هي منظر جسم لامع، فضي اللون ، يرتسم على صفحة سماء
خفيفة الزرقة ويسير على تلك الصفحة بخط مستقيم وبحركة تبدو بطيئة لبعدها عن عيني،
ثم منظر قطع صغيرة، مستطيلة، تتساقط من ذلك الجسم اللامع ، قطعتان أو ثلاث أو أربع،
لا أذكر اليوم كم كان عددها على الضبط ، تتساقط ويحجب عن بصري مكان وقوعها جدران
المنازل اتلي كانت في الجانب المقابل للقبو الذي كنت أتطلع من بابه الضيق إلى
السماء فوقي. ذلك القبو الذي كنت فيه مع أمي، ومع نساء كثيرات معهن أطفالهن، كلهن
يتزاحمن ليتطلعن من باب القبو إلى السماء وإلى تلك القطع المتساقطة من ذلك الجسم
الفضي السائر على صفحة السماء
.
بداية مع الحرب
عرفت
عندما كبرت أن الجسم السائر ذاك كان طائرة حربية وأن تلك القطع المتساقطة قنابل
مهلكة كانت الطائرة تلقيها على مواقع متفرقة من بلدتنا، وأن ذلك حدث في الأيام
الأخيرة من شهر سبتمبر من عام 1921. هذه أبعد ما حفظته ذاكرتي من صور. ولعل استقرار
هذه الصورة بهذه القوة في ذاكرة الطفل الصغير الذي كنته قد ترك في لاوعيي تأثيرا
اصطبغت به حياتي المقبلة في كثير من جوانبها، والجوانب الفكرية والسياسية منها
بصورة خاصة . تلك الطائرة كانت واحدة من طائرات جيش فرنسا الذي غزا بلادنا واحتلها
باسم الانتداب بعدما غدر الحلفاء بالعرب وتقاسموا بلادهم . وإلقاء نقابلها على
بلدتي الرقة ، كان لأن هذه البلدة أصبحت في ذلك الحين مقرا الحركة وطنية أعلنت
الرقة وما حولها دولة عربية مستقلة لا تعترف بانتداب فرنسا، ب جندت جيشا وجهته إلى
حلب لمحاولة استنفاذها من يد المحتل الفرنسي، ذلك تاريخ مجهول لبلدتي الصغيرة بسطته
في كتاباتي بعد مرور عقود طويلة من السنين على أحداثه، وليس هنا مكان روايته ،
ولكنى أردت القول إنه قد يكون في استقرار هذه الصورة في خاطري طيلة ما يفوق ثلاثة
أرباع القرن إرهاص لما ستكون عليه أفكار ذلك الطفل ويكون عليه سلوكه وتصرفه حين
يغدو شابا وبعد أن يكتهل ثم يشيخ
.
تتزاحم الصور على مرفأ الذكريات بعد تلك
الصورة الأولى المفرطة في البعد، كبر الطفل في الخامسة من عمره ، وانتقل بذلك من
حضن أمه إلى حضن المدرسة، كان انتقالاً مبكرا بالنسبة لانتقال أنداده الذين كانوا
يفوقونه في السن، فأكسبه ذلك مكاسب وعرضه لبعض الهشاشة في تكوينه العلمي لم يتخلص
منها إلا بعد عناء وزمن طويل
.
رد مع الإقتباس