الموضوع: كشكول منابر
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-21-2012, 03:46 PM
المشاركة 1169
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي
رسالة أمي التي على الثلاجة!!


في فترة المراهقة كنت أبتعد كثيراً عن البيت و أتأخر في العودة ، و كان ذلك يغضب أمي كثيراً ؛ لأنني لا آكل في البيت ، و لأنني كنت أقضي معظم النهار نائماً و لا أعود ليلاً إلا متأخراً بعدما تنام أمي ، فماكان منها إلا أن بدأت تترك لي قبل أن تنام رسالة على باب الثلاجة ، وهي عبارة عن إرشادات لمكان الطعام و نوعه و كيفية تجهيزه ، و بمرور الأيام تطورت الرسالة فأصبحت طلبات لوضع الملابس المتسخة في الغسيل و تذكير بالمواعيد المهمة ، و هكذا مرت فترة طويلة من مراهقتي على هذا الحال ، و ذات ليلة ، عدت إلي البيت ، فوجدت الرسالة المعتادة على الثلاجة ، فتكاسلت عن قراءتها ، و خلدت للنوم ، و في الصباح فوجئت بأبي يوقظني و الدموع في عينيه ، لقد ماتت أمي ، كم آلمني الخبر و تماسكت حتى دفناها و تقبلنا العزاء ،و في المساء عدت للبيت و في صدري بقايا قلب من كثرة الأحزان ،و تمددت على سريري ، و فجأة قمت منتفضا ، لقد تذكرت رسالة أمي التي على الثلاجة ، فأسرعت نحو المطبخ ، و خطفت الورقة ، و قرأتها ، فأصابني حزن شديد هذه المرة لم يكن بالرسالة أوامر و لا تعليمات ولا نصائح ، فقط كان مكتوباً فيها

ابني الحبيب ، أشتقت لك كثيرا ، و أتمنى أن نجلس معا فأنا أمك ، أمك هل نسيت أن لك أما ، و أنا متأكدة أن في داخلك خير كثير سيظهر يوما ما ، على العموم أسامحك و أحبك ، أمك " ، و من يومها تغير حالي ، وهدأت روحي ، و انتهت مراهقتي ، و بدأ عهد الرجولة ، و عملا بوصية أمي التي كانت تريد الجلوس معي ،وحرمتها هذة اللذة كم أشتاق اليها . فقد أصبحت أزورها في قبرها كثيراً. ، و آنس بها و أدعو لها بالرحمة و المغفرة. وأشتاق لها كثيراً
وأتمنى لو تعود لأجلس معها ولكن هنيهات !

القصة حقيقية ،، أعجبتني فنقلتها لكم من كتاب فن صناعة الذكريات مع الأبناء
أرجو أن تنال إعجابكم !!!


تحية ... ناريمان