عرض مشاركة واحدة
قديم 04-20-2012, 12:49 AM
المشاركة 17
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
أهلا بك مجددا الشقيقة الفضلي هند طاهر ..
الاستاذ الفاضل الاخ محمد : تحيه وتقدير وبعد:
لكثرة الاحداث وتتابعها هذه الايام في مصر العروبه ,( ولاهمية مصر بالنسبة لنا نحن الفلسطنيين لا نستطيع تجاهل ما يحدث لانه وبكل تأكيد سينعكس على قضيتنا ان سلباا او ايجاباا)
بارك الله فيك
ومصر قلب العروبة النابض وقضيته المركزية منذ انتقال الخلافة إليها عقب اجتياح التتار للخلافة الإسلامية ثم عودتها فى العاصمة المصرية ايام بيبرس ..
وبلا شك أحوال مصر تتأثر وتؤثر فى قضايا العرب المركزية
اجد نفسي كما غيري ممن اعرف مشغولين ومتابعين لهذه الاحداث بما فيها من تناقضات غريبه
لدرجة الكذب , الذي بتنا نراه ونسمعه على القنوات الفضائيه , وقد كنت فيما مضى من المتابعين لشيوخ السلف في مصر وكنت استقي الفقه من الفقهاء المصريين وابحث عنه بكل السبل ,
لكنني صدمت بأكثر من حاله , ولا اخفيك انا اعيش مرحلة متناقضه ولم اعد اعرف من الصادق ومن الذي يكذب
, في ظل ما اسمع واقرأ والفضل يعود لمن كنا نظنهم علماء
تأملى ما سأقوله واجعليه فى بؤرة وعيك نظرا لأهميته
الإسلام يا سيدتى لم يجعل الحجة لبشر إطلاقا إلا النبي عليه الصلاة والسلام وحده
فهو الحجة وتصرفه تشريع وحركاته وسكناته سنة متبعة ..
والصحابة من بعده هم نور الهداية ..
ثم علماء السلف الصالح وكلاهما يؤخذ منه ويرد
نخلص من تلك القضية البسيطة يا هند إلى حقيقة بالغة الأهمية وهى أن انهيار القيم فى من نظن أنهم علماء واتقياء فإذا بهم دجاجلة ليس معناه أن نفقد الثقة فى أنفسنا وفى ديننا
بل على العكس يدفعنا إلى الثقة فى الدين على نحو أكبر ..
لماذا ؟!
ببساطة لأن النبي عليه الصلاة فى أحاديث الفتن وأشراط الساعة وصف لنا حال علماء الأمة فى حاضرنا اليوم وصفا دقيقا وهو بلا شك من دلائل النبوة
فهو من أخبرنا ــ وراجعى النهاية فى الفتن والملاحم لابن كثير ــ أخبرنا عن علماء السوء المتاجرين به وأخبرنا عن أئمة يدعون الناس إلى النار من أجابهم إليها قذفوه فيها وهو الذى أخبرنا عن علماء آخر الزمان من الجهلة الذين نراهم صوامين قوامين ومع ذلك يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
وأخيرا حدثنا عن ذهاب العلم ورفعه بذهاب العلماء وقبضهم حتى إذا ما قبضهم الله اتخذ الناس رءوسا جهالا أفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا .. كما فى حديث مسلم ..
أى أن النبي عليه السلام أخبرنا بكل هذا يا هند ..
فلم العجب ولم الصدمة ؟!!
هذا أمر طبيعى أن يصبح القابض على دينه اليوم كالقابض على جمرة من نار ومن الطبيعى أن نعيش فى فتن يمسي فيها الحليم حيرانا
والكاسب الحقيقي والفائز الحقيقي من تمسك بثوابت دينه ولم يفقد الثقة فى تلك الثوابت بسبب انهيار الرجال
وكثيرا كثيرا ..
ما نردد حكمة شهيرة لكن للأسف لا نطبقها وهى حكمة تهدى حيرة الحائر
أن نعرف الحق ثم نعرف رجاله لا أن نعرف الحق بالرجال
فما يحدث اليوم أن الناس رهنت الحق بالرجال فإذا سقط الرجال سقط معه الحق وهذا مكمن الفتنة .. فانتبهوا
اناشدك بالله ان تفسر لي ما يحدث والى متى سبقى مخدوعين بهؤلاء
وعلى من يقع اثم من كنا نتعلم منهم الدروس والمواعظ
تحيتي وتقبل مروري الثاني لاني وبصراحه شديده لم اجد ضالتي الا بما اقرأ لكم
دمت بخير
تعرضت لمناقشة هذه القضية كاملة فى موضوع واف هنا وهذا رابطه
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8323
كما تعرضت لهذا الموضوع بتعمق أكثر فى كتابي ( شرح تلبيس إبليس لابن الجوزى ) وقد ظهر منه الجزء الأول واشتمل على تناقضات المعتزلة والعلمانية والشيعة .. والجزء الثانى سأخصصه لتناقضات السلفية والصوفية ..
ولو تأملت مشروع الكتاب ستجدين أنه يتجه لنقد كافة التيارات على الساحة ولا ينتصر لأى تيار منهم بعكس المألوف بعصرنا الحالى
وهذا مقصودى وهدفي وهو بيان أن التحزب فى الدين وتحجيمه فى أى تيار بعينه معناه ظلم الشريعة وأن الشريعة الحقة والحق المطلق ليس بيد أى حزب أو جماعة بل هو يد الشريعة عامة التى يمثلها أهل السنة على اختلاف تياراتهم وليس فى معية تيار حزبي ضيق من تيارات هذه الأيام ..

شكرا لك وأتمنى أن أكون قد أوفيت