عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2012, 08:57 PM
المشاركة 4
أحمد صالح
ابن منابر الـبــار

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وصل الضابط عبد العزيز إلى النقطة و هو يسأل نفسه .
من الذي قام بهذه القضية . الواضح أن الأبناء جميعهم خارج نطاق الجريمة لأنهم كما أعلم ليسوا بالقوة الكافية لمصارعة جمال أو السيطرة عليه إلى جانب أن وقوعهم تحت تأثير المخدرات يعطيهم شيء من الوهن و ليس القوة . سأعرف .. حتما سأعرف و إن كنت أشك في أن المستفيد من هذا هو شخص واحد .


دخل عبد العزيز للمكتب بسرعة . فوجد أمامه كل من مسعود و مصطفى إلى جانب عبد الغفار و جمال و الفلاح . و حين دخوله اتجه إلى مصطفى بغته و قال له : حاولت تقتل جمال ليه ؟ و ليه خليت مسعود يساعدك و يكتفه لك علشان تخنقه ؟
وقع مصطفى من السؤال و هو يقول و الله يا باشا ما عملت حاجة و اسأل مسعود .
ضحك الضابط و قال : هو أيضا متهم معك وسينكر علاقته بالحادث .
قال مصطفى بسرعة و الله يا باشا ما علمنا حاجة دا احنا وصلنا و كان المعلم مرجان مقابلنا في السكة فأخذنا معه للقهوة حين وجدنا متجهين نحو الشارع المؤدي لبيت جمال و أخذنا معه للقهوة و جلسنا هناك و حتى اسأل المساعد بتاع سعادتك . هما جابونا من هناك .
فأشار له المساعد بالإيجاب .
فقال موجها كلامه لمصطفى : يعني انتو الاتنين ما حاولتوش تقنلوا مصطفى زي ما قلتوا لعبد الغفار امبارح .
رد مسعود بسرعة نافيا قول الضابط : ياباشا احنا قلنا الكلام ده امبارح آه بس و الله ما عملنا كده دا احنا منعرفشي نقتل فرخة بريش حتى لكن سعادتك عارف وقت الكيف الواحد بيفتكر نفسه هركليس يقدر يعمل كل حاجة لكن و الله المعلم مرجان أخدنا و هو راجع من عند الأستاذ جمال الصبح زي كل يوم ما بياخد منه الشاي و السكر و كان شايل الشنطة اللي فيها الشاي و هو جاي .
هنا سأل الضابط جمال : أنت انكرت وجود حقيبة معك حين تم العثور عليك و الآن كل الشواهد تقول أنك كان معك حقيبة . فأين هي ؟
رد جمال مرتبكا : سأقول لك كل شيء يا فندم و لكن لست وحدي في الموضوع و لكن معي المعلم مرجان أيضا .
قال له الضابط : قل ما عندك و في نفس الوقت أمر بإحضار المعلم مرجان لسؤاله .
استرسل جمال : منذ 5 أعوام جاء إليّ المعلم مرجان و اتفق معي على توريد الشاي و السكر له بحكم عملي في التجارة و ذهابي للبندر كل أسبوع على أن أحظى بنسبة من الثمن .
و مع دوران العجلة ارتفع رأس مالي لأنه كان شبه محتكر لكل تجارتي من المواد الغذائية الخاصة بالمقهى الذي يديره .
هنا وجه الضابط السؤال لمسعود و قال له : و لماذا كنت تراقب جمال كل يوم و أين كان يقابل المعلم مرجان .
رد مسعود : كانوا بيتقابلوا يا باشا عند شجرة الجميز الكبيرة اللي على الزراعية عند الرياح البحري .
فسأل الضابط جمال : و لماذا لم تتقابلوا في البيت أو المحل . إلا إذا كانت هناك شبهة في اللقاء ؟
فرد جمال مرتبكا : يا فندم كنت في عجله من أمري و كان المعلم مرجان يأتي كي يأخذ البضاعة و هو متعجل و لكن كثيرا ما كنا نتقابل في البيت عندي أو في المحل .
باغت الضابط جمال بقوله : و لكن زوجتك أنكرت وجود المعلم مرجان في بيتكم أو زيارته منذ فتره طويلة جدا .
تفاجئ جمال بقول عبد العزيز و قال له : و هل ذهبت للبيت ؟
ابتسم الضابط بخبث و هو يقول : و انت خايف من ايه يا جمال هو انت مخبي حاجة مش عايزني أعرفها ؟
في هذا الوقت دق باب المكتب فخرج الضابط للمساعد و إذا به يقابل المعلم مرجان في وجهه فقال له الضابط انتظرني في الغرفة المجاورة و لا تتكلم بأي كلمة . و أمر الضابط الحراس بسحب عبد الغفار و مسعود و مصطفى لغرفه الحجز و اخلاء سبيل الفلاح . ففعلوا بسرعة .


انفرد الضابط بجمال و قال له بعد فترة من الموت البطئ لجمال .
من أين أتت لك كل هذه الثروة في هذا الوقت القليل يا جمال ؟
فرد جمال : التجارة شطارة يا فندم و حضرتك عارف انها طريقة حلوة للمكسب .
فرد الضابط بدهاء : أي تجارة هذه التي تجعلك تملك منزل فخم و محل و قطعة كبيرة من الأرض الزراعية في فترة وجيزة . إلا أن كانت تجارة ..........
سكت الضابط فارتبك جمال و قال يا باشا و الله أنا سليم و مفيش عليّ أي حاجة و سمعتي مالية الدنيا .
أخرج الضابط قطع الحشيش الملفوف من جيبه و قال لجمال بصوت عالي و كأنه يقصد ذلك .
طيب ما قولك في هذه القطع ألست تتاجر في الحشيش أو بالأصح تجلبه من البندر و تروجه بمساعدة المعلم مرجان ؟
ارتبك جمال من السؤال و قال بصوت عالي بسرعة .
لا ياباشا و الله . دا المعلم مرجان هو اللي بيعطيني الفلوس عشان أجيب له من البندر وأقطعه له وأخد اللي فيه النصيب منه لكيفي الخاص و أعطي له الباقي كل يومين الصبح .
هنا دخل المعلم مرجان من باب الغرفة الجانبي بسرعة و قال له لا يا باشا
دا هو اللي جه من خمس سنين و عرض عليا انه يجيب لي الصنف و يبيعه ليا بسعر أقل من السوق و انا وافقته عشان الناس هنا مبتفهمشي الصنف الحلو من المخلوط .
ابتسم الضابط من المواجهة غير المتوقعة و قال في لهجة تدل على أنه يريد المزيد .
طيب يا معلم مرجان : ليه حاولت تقتل جمال ؟
فرد مرجان بدون تفكير . لأنه طماع يا باشا الأسبوع اللي فات حاول يرفع السعر عليا و لما رفضت قال لي مسيرك هتندم لأنك مش هتعرف تجيب من حد غيري . وعملت بعض الاتصالات ببعض التجار الذين رفضوا إعطائي الحشيش و أجبرتني الدنيا على اللجوء لجمال الذي زاد في السعر أكثر فقررت إرهابه فقط و الله و ليس قتله و خطف الشنطة منه لأني كنت قد طلبت منه كمية كبيرة من المخدرات و حسب الموعد انتظرته عند شجرة الجميز كما عادتنا و لكن مع قرب حضوره اختبأت خلف الشجرة و انتظرته حتى لف لينتظرني فباغته بالكوفيه على عينه حتى لا يراني و قمت بخبطه بشده في الشجرة حتى سال الدم منه بغزارة و أغمى عليه فأخذت الشنطة و جريت .
فقال له الضابط : إذن لماذا في هذا اليوم ؟
قال المعلم مرجان : لأن شوية العيال دول امبارح اتفقوا انهم يقتلوا جمال و كان الكلام ده أدام ناس كتير في القهوة و أنا انتهزتها فرصة عشان لما يحصل كده و انتو تسألوا محدش يشك فيا خالص .
فقال الضابط : و أين الحقيبة ؟ فقال المعلم مرجان باستسلام : عندي في البيت يا باشا تقدر تبعتني أجيبها .
لف الضابط لجمال و قال له : هل تنكر أي شيء مما قاله المعلم مرجان .
استسلم جمال في هدوء عحيب و كأنه سلم بالأمر الواقع و قال لا يا سيدي فهذا هو نهاية الطامع و الطمع .

أمر الضابط بتفتيش منزل المعلم مرجان .
و قام بإخلاء سبيل مسعود و مصطفى و عبد الغفار بعد أن وجه لهم تهمة تعاطي المخدرات و أخذ تعهدات على أولياء أمورهم بعدم تكرار الواقعة مرة أخرى .
و تم فتح ملف قضية و هي توجيه تهمة الاتجار و الترويج للمخدرات لكل من جمال محفوظ التلباني و مرجان اسماعيل عبد الحق .


.................. تمت .....................

ما أعظم أن تكون غائبًا حاضر ... على أن تكون حاضرًا غائب