عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2012, 06:51 PM
المشاركة 4
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
ما الذي يحدث عندما تدير الناس وكأنهم أشياء ؟؟



عندها لن يؤمنوا بأن القيادة يمكن أن تصبح خياراً , إن معظم الناس ينظرون إلى القيادة على أنها منصب ومن ثم لا ينظرون إلى أنفسهم بوصفهم قادة .
إن جعل القياد الشخصية (التأثير) خياراً , يشبه امتلاك حرية العزف على البيانو , إنها حرية يجب اكتسابها , عندها فقط تصبح القيادة خياراً .
إلى أن يعي الناس هذه الحقيقة سيظلون على اعتقادهم بأن الذين يحتلون مناصب السلطة هم فقط الذين يحق لهم أن يقرروا ما الذي يجب فعله , لقد وافق هؤلاء الناس , ربما دون أن يعوا ذلك , على أن يتم التحكم بهم وكأنهم أشياء , حتى لو أدركوا أنهم بحاجة إلى أمرٍ ما فإنهم لا يبادرون بأي فعل , بل ينتظرون حتى يتم إخبارهم من قبل صاحب المنصب الرسمي , بما يجب عليهم أن يفعلوه ثم يستجيبون بعد ذلك لتوجيهاته , إن هؤلاء الناس يلومون القائد الرسمي إذا لم تسر الأمور على ما يرام ويُرجعون الفضل إليه إذا سارت الأمور جيداً وعندها يشكرهم القائد على (تعاونهم ودعمهم) .
هذا الإحجام الشائع عن اتخاذ المبادرة والتصرف باستقلالية يغذي الانطباع السائد عند القادة الرسميين بأن عليهم أن يوجهوا أو يديروا أتباعهم , إذ يعتقدون أن هذا ما يجب عليهم فعله ليدفعوا هؤلاء الأتباع إلى العمل , تتسارع هذه الدائرة لتتحول إلى تبعيةٍ متبادلة تعزز فيها نقطة ضعف كل فريقٍ وتبرر سلوك الفريق الآخر .
كلما تحكم المدير حرَض سلوكيات تستدعي مزيداً من التحكم والإدارة , وهكذا تتحول ثقافة التعبية المتبادلة إلى ثقافة مؤسَساتية حيث لا أحد يتحمل المسؤلية , مع الوقت يثبت كل من القادة والأتباع أدوارهم في في حلف وثيق بين طرفين , حلفٍ تم دون وعي , يُضعف فيه كل طرف نفسه باعتقاده أن الطرف الآخر يجب أن يتغير لكي تتحسن الأمور , إن الدائرة نفسها تظهر في الأسر بين الآباء وأبنائهم .
إن هذه المؤامرة الصامتة تدور في كل مكان وكثير من الناس لا يمتلكون الشجاعة الكافية لينظروا في نفوسهم ويروا آثارها , في كل مرة يسمع الناس فكرةً ما فإنهم وبشكل غريزي ينظرون إلى الخارج إلى من حولهم .
عندما أقدم هذه المادة إلى حشود كبيرة من المستمعين غالباً ما أتوقف بعد عدة ساعات من الكلام وأطرح السؤال التالي : "من منكم أحب هذه المادة لكنه يشعر أن الناس الذين يحتاجون إليها حقيقة ليسوا هنا ؟ "
عادةً ما ينفجر الجميع ضاحكين لكن معظم الأيادي ترتفع عالياً .
ربما أنت أيضاً تفكر في أن الناس الذين يحتاجون حقيقةً إلى كتابٍ كهذا هم أولئك الذين لا يقرؤونه .
هذا التفكير الشائع يعبر عن التعبية المتبادلة , إذا نظرت إلى هذه المادة من خلال نقاط ضعف الآخرين فإنك ستضعف نفسك وستمكن ضعف الآخرين من الإستمرار في استنزاف المبادرة والطاقة والإثارة من حياتك .