عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2012, 08:59 AM
المشاركة 18
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذة المها اليامي

في ردك الكريم على سؤال "الم يعرف التاريخ كم هائل من الأعمال الإبداعية المهولة التي كانت قدلاقت الرفض من الناشرين ثم حينما صدرت في وقت لاحق تبين أنها كانت سابقة لأوانهاوأنها تشتمل على استشراف نادر لم يفهمه معاصرو العمل الإبداعي وتطلب فهم محتواهزمن طويل؟"
تقولين "بأول ظهور لهم : الأنبياء قوبلت دعوتهم بالرفض. العلماء حورب علمهموهجروا وغيرهم الكثير من العباقرة والعظماء فالأمر إعتيدعليه بالفطرة البشرية."

- رغم أننا حينما نقرأ عن جاليليو مثلا نستغرب كيف يمكن للكنيسة في زمنه أن تتخذ موقف رافض من إبداعاته على الرغم من علميته، لكن البشرية تدور في حلقة مفرغة بالنسبة لهذا الموضوع، وكل يوم تشنق البشرية جاليليو جديد لأنه تجرأ وخرج عن السائد والمألوف ولو كان كلامه عليما أحيانا.

ذلك لان العقل الجماعي للناس رجعي، وظالم، ونمطي، يميل إلى التمسك بما هو قائم وسائد ومألوف.

ويتطلب الأمر دائما يتيم عبقري وثوري يعمل دماغه بطاقة البوزيترون، ويتمكن من توليد مخرجات إبداعية مذهله أو تقديم فكر وانجازات فذة حتى يتمكن من تحقيق اختراق جديد يضاف إلى التراكم المعرفي والحضاري الإنساني.

وحتى مثل هذا الشخص صاحب العقلية الفذة لا يلقى الترحيب دائما ويظل قطاع كبير من المجتمع يقاوم ويحارب أي إضافة يقدمها بحجج عديدة كلها رجعية. وفي الغالب يحارب هذا الشخص في محاولة لمنع طروحاته الثورية وقد يقتل كما حصل مع كثيرين جدا، لكن أثره يتحقق ويترك بصمته ويصبح جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية التقدمية.

ونجد أن العقل الجماعي للبشرية قد يتخذ موقف مشابه من إبداعات بعض الأفذاذ التي تعمل عقولهم بطاقة البوزيترون لأنها تأتي بشيء جديد يقع خارج اطر السائد والمألوف. ولو أخذنا مثلا روايات جميس جويس والتي استخدم فيها أسلوب التداعي الحر لوجدنا أن المجتمع وخاصة قطاع النقاد والناشرين قد رفض هذا الأسلوب وربما تمت مهاجمته بشراسة في حينه ، لكنه مع الزمن تم الأعراف به كواحد من أساليب الحكي والسرد الجميل وأصبح كثيرون يقلدونه.