عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2012, 12:46 AM
المشاركة 3
أحمد صالح
ابن منابر الـبــار

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي الجزء الثاني
نعم كان لابد أن يكون السؤال هو من الذي يعرف ماذا أحمل يوميا في حقيبتي حتى يقوم بتعقبي ثم محاولة خنقي و الاستيلاء على ما فيها . هل يكون هو ؟؟؟؟


طرح جمال هذا السؤال على نفسه و هو يتجه مع الضابط عبد العزيز إلى نقطة الشرطة بحجة استكمال التحقيق خول واقعة الشروع في قتل الأستاذ جمال و التي كان لابد أن تكون سرقة الأستاذ جمال و ليس الشروع في قتله .
وصل الركب إلى نقطة الشرطة و نزل الجميع إلى مكتب الضابط كان الضابط عبد العزيز يسحب معه جمال و الفلاح الذي أبلغ الشرطة و بعض الحرس الخاص و ساعي المكتب .
دخل جمال و جلس أمام الضابط الذي توجه بسؤاله للفلاح و قال له :
اسمك و سنك و عملك ؟
الفلاح : اسمي علي أبو هويدي يا باشا و عندي 52 سنة و بشتغل أجير عند جناب العمده في الأرض الزراعية بتاعته اللي جنب بيت الأستاذ جمال عند الرياح الشرقي .
الضابط : ماذا رأيت بالضبط ؟
الفلاح : يا باشا أنا متعود اني أروح شغلي كل يوم الساعة 7 الصبح و في طريقي و انا ماشي سمعت صوت رجلين بتجري جوا الزراعية فدخلت بسرعة أحاول أعرف مين و ندهت عليه فلما سمعني وراه جري مني أكتر و ملحقتش أشوفه كويس يا باشا و لما كملت طريقي لقيت الأستاذ جمال مرمي جمب شجرة و غرقان في دمه فجريت بسرعة ألحق أجيب له الإسعاف و أبلغ النقطة .
الضابط : هل لاحظت أي شيء لفت نظرك جنب الأستاذ جمال ؟
الفلاح : لأ يا باشا مكانشي جمبه أيتها حاجة خالص و كان واقع و باين عليه انه مضروب على دماغة بحاجة تقيله من ورا لأني لما حاولت أقعده لقيت دماغه من ورا مليانه دم كتير أوي فلحقت بسرعة أجيب الإسعاف و علشان الدم ميزيدش أخدت شوية طين طري و سديت بيهم مكان الخبطة .
الضابط : أثناء اتجاهك لإبلاغ الشرطة هل رأيت أي شخص في الطريق ؟
الفلاح : يا باشا في الوقت ده الفلاحين كلاتهم بيكونوا رايحين شغلهم .
الضابط : يعني لم تقابل أي شخص غريب وجوده في هذا الوقت في مكان الحادث ؟
الفلاح : إستنا يا باشا استنا
و انا رايح الشغل الصبح لقيت البيه عبد الغفار ابن العمده و هو بيجري و كأنه شاف ديب بيجري وراه و كان عمال يقول عملوها ولاد الايه عملوها ولاد الايه . و لما جيت أناديله سكت و كان منظره انه فرحان أوي و قال لي مفيش حاجة يا عم علي بس مبسوط شوية . بس أصله يا سعادة الباشا و لامؤاخذة بيشرب مخدرات و كتير بشوفه و هو ماشي مبسوط لامؤاخذه حبتين .
هنا توقف الضابط و سأل جمال بطريقة مفاجئة : هل بينك و بين العمدة أو ابنه أي عداوة تجعله يفكر في قتلك ؟
جمال : يا فندم أنا و العمدة أصدقاء جدا منذ أن كان والدي عليه رحمة الله يعمل هنا مفتشا للصحة و كانوا أصدقاء جدا و كذلك عبد الغفار تربطني به معرفة ليست سيئة و من وقت لآخر نتقابل و نتبادل الأحاديث و خاصة أنه تلميذ في المرحلة الثانوية و كان والده يخاطبني كي أقوم بتبسيط بعض الأشياء له للمساعدة في المذاكرة .
هنا التفت الضابط للكاتب و قال بلهجة آمرة : و قد أمرنا نحن عبد العزيز الجبالي رئيس نقطة شركة كفر الجبلاوي ضبط و إحضار المدعو عبد الغفار السباعي الجبلاوي لسؤاله حول الحادث .
هنا سأله جمال : هل أستطيع المغادرة الآن يا فندم
رد الضابط بابتسامه باهته : معلشي يا أستاذ جمال هتفضل معانا شوية انت و عم علي .
و استدار الضابط لتحضير نفسه لضبط عبد الغفار .


توقف الركب أمام منزل العمدة الذي نزل مرحبا بالضابط عبد العزيز و لكن الضابط باغته بسؤاله : فين عبد الغفار يا عمده ؟؟
رد العمدة باستغراب : نايم فوق يا باشا بس في ايه ؟
رد جمال دلوقتي هتعرف في ايه ولا أقولك . ابنك حاول يقتل الأستاذ جمال يا حضرة العمده .
ارتبك العمده و فوجئ بعبد الغفار يحاول الهروب من المنزل فحاصرته الشرطة و تم تقييده و ساقوه إلى داخل المنزل و أمام الضابط : وقف عبد الغفار مرتبكا جدا و عندما سأله عبد العزيز : لماذا حاولت قتل الأستاذ جمال يا عبد الغفار ؟
و استرسل كنوع من المحاصرة : تقتل واحد عشان اتجوز واحده بتحبها . على كده يا أخي العالم كلها هتموت بعض .
ارتمى عبد الغفار في استسلام و قال بصوت مرتفع كأنه ينفي هذا الاتهام .
أقسم بالله ما عملت حاجة يا باشا و الله ما عملت حاجة .
رد الضابط : طيب لما شفت عم علي الفلاح الأجير عندكم وقت ما شافك الصبح في الزراعية عند بيت جمال . كنت بتجري ليه و من ايه . و مين اولاد الإية اللي عملوها و عملوا ايه .
هنا خر عبد الغفار و جلس مستسلما و قال : سأخبرك بكل شيء يا باشا .
جلس عبد الغفار و قال : امبارح الفجر كنت أنا و مسعود الامبابي و مصطفى أبو اسماعيل قاعدين عالقهوة سوا بنفرج عالتليفزيون في قهوة المعلم مرجان و كان المعلم مرجان قاعد معانا و كنا نتكلم عن جمال وما فعله في البلد و سرعة المال في يديه حتى أنه قد اغتنى في فترة قليلة جدا و كان لكل منا ثأر معه . فأنا كنت أحب زوجته و مصطفى قد توفي والده بسبب قضية ترويج أغذية فاسده لفقها له والد جمال . و هنا تدخل المعلم مرجان و قال : انتو مش وش قتل كل اللي تعملوه انكم تخوفوه بس بلاش تقتلوه .
لكن مصطفى و مسعود أقسموا على قتله صباحا وقت نزوله من البيت و خطف الحقيبة التي يحملها في يده كل يوم لأنها تكون ممتلئة بالمال .
هنا تذكر الضابط منظر جمال و هو يبحث حوله بلهفة وقت فوقته من الغيبوبه . و انكاره لوجود الحقيبه .
ثم أمر عبد الغفار بالإكمال . فقال عبد الغفار : فعلا النهارده الصبح نزلت و كنت رايح و ناوي أقتل جمال عشان أخد حبيبتي إحسان لكن حينما وصلت لمكان انتظاري لجمال وجدته غارقا في دمه فجريت بسرعة و أنا سعيد لأني قد حققت مرادي بقتله و أيضا أن صديقاي فعلا ما اتفقا عليه .
هنا وقف الضابط و قال : طيب تعالى معانا النقطة يا عبد الغفار .
ارتبك الأب مستنجدا بعدم إخراج ابنه و توسل للضابط لكن الضابط صمم و قال لابد من مواجهة الشبان الثلاثة ببعضهم .
و استدار الضابط و أمر المساعد له بضبط مسعود و مصطفى لحين عودته من بيت جمال لسؤال زوجته عن حقيقة ما إذا كان جمال قد حمل حقيبة أم لا و ما حقيقة هذه الحقيبة .

نفذ المساعد أوامر الضابط حرفيا . و ذهب جمال لبيت إحسان و بعد دخوله وجدها فتاه في منتصف العشرينات من العمر .
سألها مباشرة : أين زوجك ؟
فقالت مرتبكة : خرج الشغل من الصبح خير يا حضرة الظابط في ايه ؟
رد عليها بسؤال آخر وكأنه لم يسمع كلامها . هل كان يحمل شيئا عندما خرج ؟
فقالت مستفسرة : أيوة يا فندم كان يحمل حقيبة عمله بعدما وضع فيها أوراقه المحفوظة في دولابه الخاص .
فقال بسرعة : و أين الدولاب ؟
ردت : فوق في أودتنا . سألها : هل يمكن أن أفتش المكان ؟
فقالت بكل ثقة : تفضل .
ففز بسرعة كأنه قط رشيق و ذهب لغرفة جمال و اتجه ناحية الدولاب مباشرة و فتح جزء منه فوجد فيه ملابس إحسان و بعض من متعلقات جمال . فسألها و أين مفتاح هذا الباب ؟
قالت مع جمال . فحاول الضابط فتح الباب بالقوة إلى أن استجاب الباب و انفتح . و كانت المفاجأة . حين وجد الضابط بعض من اللفات الحمراء مدسوسة بطريقة مرتبه و بدقة أسفل الملابس و الأوراق . و بمعاينة فحواها وجد أنها مجموعة من قطع الحشيش المعدة للبيع .
فباغتها بسؤال : هو جوزك بيشرب مخدرات يا احسان .
استغربت احسان من السؤال و إن كانت لم تنكر أنه يدخن الحشيش و لكن في أوقات خاصة جدا كأيام الإجازات أو جلسات السمر مع الأصدقاء .
فقال لها : لكن اللي هنا ده مش بتاع قعدة أو اتنين أو سهرة ونس . اللي هنا ده يدلني انه بيتاجر في المخدرات يا هانم .
فبكت احسان و قالت : و الله يا باشا ما أعرف أي حاجة .
دس الضابط قطع الحشيش في جيبه و قال لها : لا تتحركي من مكانك حتى لا أقبض عليكِ بتهمة الاتجار في المخدرات .
استجابت احسان باكية و قالت له : حاضر يا باشا و الله ما هتحرك من مكاني .
فقال لها : ربما أقوم باستدعائك في النقطة . فقالت : حاضر يا باشا و الله حاضر
و استدار مسرعا إلى النقطة بعد أن مسك أول خيوط الجريمة و عرف أن هناك شيء محير فيها .


يتبع

ما أعظم أن تكون غائبًا حاضر ... على أن تكون حاضرًا غائب