عرض مشاركة واحدة
قديم 04-17-2012, 12:25 AM
المشاركة 3
سناء محمد
كاتبــة الشمــس
  • غير موجود
افتراضي
منظومة تفكير العصر الصناعي المعتمدة على الأشياء
كانت المكونات والمحفزات الأساسية للنهضة الإقتصادية في العصر الصناعي هي الآلات ورأس المال , أي الأشياء . لقد كان الناس ضروريين ولكن يمكن استبدالهم , كان بإمكانك أن تتحكم بالعمال اليدويين وأن تعنفهم دون أن تخسر الكثير لأن العرض كان أكثر من الطلب , وبإمكانك الحصول على المزيد من الأجساد القادرة المستعدة للالتزام بالإجراءات الصارمة .
كان الناس كالأشياء , من السهل التعامل معهم , فعندما يكون كل ما تريده هو جسد الشخص ولا تريد عقله أو روحه أو قلبه (كلها معيقات العمليات التي تنساب بحرية والتي تميز عصر الآلة ) عندها تكون مسخت الإنسان وحولته إلى شيء .
إذن إن الكثير من ممارساتنا الإدارية المعاصرة ورثناها من العصر الصناعي , تلك الممارسات تدفعنا إلى الإعتقاد بأن علينا أن نتحكم بالناس وأن نديرهم , وتدفعنا إلى أن نعيد النظر إليهم على أنهم أرقام وعلى أنهم مجرد نفقات أو ممتلكات .
فكروا بالأمر , إن الناس يوضعون في بيان الميزانية على أنهم نفقات في حين توضع الآلات على أنها استثمار , تدفعنا هذه النظرية إلى اعتماد فلسفة الجزرة والعصا التي يتم فيها تحفيز الحمار بجزرةٍ أمامه (المكافأة ) ودفعه بالعصا من خلفه (الخوف والعقاب) .
تدفعنا إلى استخدام الميزانية المركزية -حيث يتم استقراء الاتجاهات المستقبلية وتشكيل السلطات الهرمية والبيروقراطية للحصول على الأرقام المتوقعة - وهي عملية سلبية تماماً تعتمد على فلسفة (دعونا ننفقه حتى لا نخسره العام القادم ) حيث كل ما يهمك هو أن تحمي ظهر قسمك .
إن كل هذه الممارسات وكثيرٌ غيرها جاءت من العصر الصناعي الذي يعتمد العمال اليدويين , فالمشكلة هي أن المديرين اليوم مازالوا يطبقون نموذج التحكم الخاص بالعصر الصناعي على عمال المعرفة , لأن الكثيرين من الذين يحتلون مناصب السلطة لا يرون القيمة الحقيقية الإنسانية والإمكانيات التي يملكها الناس , ولأنهم يفتقرون إلى فهمٍ كاملٍ وصحيح للطبيعة الإنسانية , فإنهم يديرون الناس كما يديرون الأشياء , إن هذا النقص في فهم الطبيعة الإنسانية يمنعهم من إطلاق أقوى الدوافع والمواهب والعبقريات الكامنة في نفوس الناس .
ما الذي يحدث عندما تعامل الناس في هذا العصر وكأنهم أشياء ؟؟
إن ذلك سيجرحهم وينفرهم ويقلل من قيمة العمل , وسيخلق ثقافات قائمة على التفرقة والخصومة وانخفاض الثقة . ما الذي يحدث عندما تعامل أولادك المراهقين وكأنهم أشياء ؟؟ إن ذلك أيضاً سيحرجهم وينفرهم ويقلل من قيمة العلاقت العائلية الثمينة , وسيؤدي إلى إنخفاض الثقة والنزاع والتمرد




يتبع