عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2012, 10:13 PM
المشاركة 12
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
وهذه ظروف نشأة العبقري محمد جبريل صاحب واحدة من اروع 105 روايات عربية وهي " رباعية بحري"

علي الرغم من نشأة الكاتب محمد جبريل يتيم الام - لقد ماتت والدته وهو دون العاشرة من عمره - الا انه يتحدث عن اثرها البالغ في تكوينه الابداعي قائلا: وعدت القارئ في سيرتي الذاتية »حكايات عن جزيرة فاروس« بأن يقتصر ما اذكره من الاعوام القليلة التي أمضتها امي في حياتنا علي بعض الصور او الومضات السريعة، رحلت امي قبل ان أبلغ العاشرة فتصورت ان ما اذكره لن يجاوز تلك الفترة الباكرة من حياتي فضلاً عن غياب الوعي بصورة كاملة او جزئية في الاعوام الاولي منها، لكن الذكريات التي كانت مطمورة مالبثت ان استردتها الكتابة وهو ما سجلته في »مد الموج« و»الحياة ثانية« و»اغنيات« في العديد من اعمالي الروائية والقصصية.
ولعل رصيد امي هو اول ما اذكره من أيامها بيننا، أشرت اليه في العديد من لوحات السيرة الذاتية، والقصص القصيرة وفي فصول سيرتي الذاتية، قالت الجدة في شقة الطابق الرابع انها كانت تجلس بجوار امي تعودها لما انتفضت امي - فجأة - واشارت الي مالم تتبينه العجوز وهتفت: ابعدوه من هنا! ثم سكت صوتها وجسدها امرني ابي بالنزول الي الطبيب الارمني في الطابق الاول، صعد الطبيب السلم بخطوات متباطئة وكان يقف في كل طابق، امام النافذة المطلة علي الشارع الخلفي، ربما ليأخذ انفاسه وكنت ادعوه - بيني وبين نفسي - الي الاسراع في الصعود كي ينقذ امي، أطال الطبيب تأمل الجسد الساكن، كانت العينان جاحظتين، والبطن منتفخا بصورة ملحوظة والجسد بكامله متصلبا، كأنه وضع في قالب، مال الرجل علي صدر امي وباعد بأصبعيه بين الجفنين، وضغط بقبضة يده علي البطن المنتفخة ثم هز رأسه في اسي: ماتت!

- ظروف النشأة هذه و وصف الروائي العبقري محمد جبريل لالية ولادة النص الابداعي وكيف انه يولد نفسه تظهر اثر كيمياء الدماغ وطاقة البوزيترون التي تتشكل في الدماغ على اثر اليتم والظروف الصادمة لتفتح بقوة ابواب مخازن المعرفة المخزنة في اعماق العقل الباطن وتدفعه ليعمل فتتولد الاعمال الابداعية المهولة والعبقرية.

وبالنتيجة كلما كانت الظروف الصادمة صعبة وقاسية كلما كان منسوب الطاقة المتولدة في الذهن اعلى وذلك ما يفتح اعماق العقل الباطن فتتولد النصوص بتلقائية مذهلة وكأنها تتولد من تلقاء نفسها او من جني يسكن في اعماق العقل...لكن الحقيقة غير ذلك فالسر يكمن في عقل يعمل بطاقة البوزيترون على اثر مرور المبدع في ظروف صادمة.

ومثل هذا الشخص المبدع هو الذي يكون قادر على الاستشراف وتوليد نصوص كودية تحمل على معاني مستقبلية.

وفي ذلك ما يشير ايضا الى ان لحظة الوجد هي لحظة يعمل فيها العقل الباطن بصورة مهولة حينما يرتفع منسوب الطاقة البوزيترونية في الدماغ بشكل هائل. عندها يأتي النص من عالم اللامادة ذلك العالم الذي يبدو انه لا يخضع لسنن وقوانين عالم المادة من حيث الزمان والمكان، ولهذا السبب يكون الكاتب قادر على تضمين نصه احداث مستقبيلة، لان المستقبل لا وجود له بالنسبة للعقل الباطن وكل الازمان الماضية والقادمة هي الان بالنسبة له.


وقد ترد هذه المعرفه بصورة غير واعيه بل الاغلب ذلك ما يحصل ويتطلب الامر اجيال قادمة لتعرف عمق وابعاد ما كتبه المبدع العبقري الذي تأتي نصوصه من اعماق العقل الباطن.

ولن استغرب ان تكون كتابات محمد جبريل غنية بالمعلومات الاستشرافية واللغة الكودية التي تحمل على معاني مستقبلية يعجز عن فهم مقاصدها حتى محمد جبريل نفسه، ولكن الاجيال القادمة سوف تضع اصابعها على تلك المعاني العبقرية الفذة.


واتصور بأن نصوصه "نبوءة عراف مجنون" و "اعترافات النفس المُتداعية" تشتمل حتما على الكثير من المعاني الاستشرافية واللغة الكودية. وسوف احاول الحصول على هذه النصوص وتحليلها هنا لالقاء مزيد من الضوء على ما نقصده بقدرة العقل الباطن على توليد نصوص بلغة كودية تحمل على معاني مستقبلية.


ولكل ذلك اقول بأن الانسان الذي يرغب في توليد نصوص عبقرية فذة تشتمل على لغة استشرافية وكودية تحمل على معاني مستقبلية عليه ان يتدرب على جعل العقل البطن هو الذي يتولى توليد النصوص واول خطوة لتحقيق ذلك هي ثقة المبدع بعقله الباطن.


معا لتوليد نصوص عبقرية.... شكرا ايها الاستاذ العبقري محمد جبريل على هذه الاضاءة التي وضحت لنا آلية عمل العقل الباطن.