الموضوع: بغزارة
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-13-2012, 01:13 PM
المشاركة 15
محمد الخُضري
إعلامي وأديــب سعـودي
  • غير موجود
افتراضي
توسد الحب كلماتها المتأججة بصدق العواطف ،،وعزمت الأوتار على سماع إيقاع قلبها المخلص، المحب ،المتدفق وفاءاً،،
فراشةً أغرتها النجوم اللامعات فارتدت أجنحة المساء وحلّقت،،خيالها أوسع من الأفق وأجمل من الحدائق المفروشة بالألوان،،انها تعشق الحياة بحلوها ومرها،،تعشق الكلمات الزاخرة بالنبل والمعطرة بالأشواق،،كما أنها تعشق الرجال ،أولئك الذين يسامرون الليل وبين أناملهم ترقص الأقلام على سطور صفحاتٍ تزين صباحاتنا بأعذب الهمسات والألحان،،
ألم تكن أنت سيد كل أولئك الرجال! و أني أردتك لحياتي نبضاً لايتوقف، و باتت حقيقتك الثمينة تنمو عطراً في أحضاني و تثمر طرباً على سفوح قلبي،،
و أني أخترتك حلوى ساخنة تنصهر لذةً بين شفتيّ، و في عينيّ كنت شعاعاً لايؤمن بطقوس الرحيل و الإستعباد،،
عندما تسلل النهار حدود المساء و أعلن القمر رحيله،هجرتُ الشروق باحثةً عن جذور مسائي، عن امتدادات فصولي،فعدتُ لليلك الصامت و واصلتُ التفكير بك رغم توقف ساعة فرحي،،
إعصار رحيلك نزع عن قلبي مظلة الأمان،فأُغرقت مراكب نبضي التي كانت تبحر بشوقٍ الى جزر قلبك،،

حبيبي،حينما أُخطئ أعد تلحين عبيري على أوتار قلبك،لا تتوقف عن حبي، واصل جنونك بي،،نعم،مازلت أذكر حزن شفتيك و شتاء عينيك،لكن يمكن للياسمين الباكي أن يلد ألف ربيع،،
كل يوم يزداد نسل أشواقي و أنا عقيمة الوصال،،مازلت أنجبك عشقاً أبدياً في كلماتي، و أنثرك في طرقات عمري أزهار ربيع و لوناً ساحراً بديع،،
إن كان حبك خطيئةً كما إدّعت تلك الأنفس الدنيئة! فسأقول( كل عام و أنت خطيئتي التي لاتغتفر)
مازلت أشعر بأشواقك الدافئة وهي تنام الى جواري كل مساء، بنبض قلبي أشتم عطرها الذي يأتيني بأجمل الأحلام و يرسم على وسادتي فجراً باسم،،
لم تعرف كيف تجف الدقائق و تموت الساعات في محطات انتظارٍ عصف به شحوب الأمل و ارتعش بين شفتيه نبضٌ مسلوب الحظ،،
لم تعد تتراقص خصلات الأرض على نسمات أنفاس الحب ،فأحداق المطر بللتها، أغرقت تفاصيل دفئها،،صرخ ثرى الربيع زهوراً خرساء على صدر المساء،،غُرس العطر كفيفاً على اوراقها ،خُطف ندى صبحها و غارت نجوم ليلها،،
الشتاء تيتّم في أحشائي قبل ولادتي بنصف جنون،،اذاب المطر ملامح صقيعهُ فتشردن أرامل سحبهُ في غابات ليلٍ طويلٍ أبكمٍ هزيل،،
كلما أقترب موعد الوجع،أهرب بمساءاتي،أختبئ بين أنامل الفجر،أُشعل قنديل عودتي الى ذكرى جميلة مازلت أغنيها بلغة الماء،،لغةً أحيك بها قميص عشقٍ مزقته قسوة العتاب،،و أحرقته عيون الضباب،،

قبضة الطريق تركض في مسافات حديثي الموشوم على كتف السهر،،الليل طويل،و أنا أأمل أن أعيش طويلاً لأرى قمرك يسلب الظلام فرحته و أنانيته،،
حبيبي،،لن أسقط شمسك المشرقة من حياتي،، فأنا أتباها بها رغم انكساري و أتدفئ في أحضانها و الشتاء يرقد بين أضلعي،، ليست فرحة العيد و لا زهو الربيع بأجمل منك فهما لايدومان كشروقك المستدام،،،
ما بين الحقيقة و الخيال أصبحت أُجيد الرقص على أنغامٍ مبعثرةٍ و متباينة كأنها ضوء النهار و عتمة الليل،،،
أنا سعيدة لأني أمتلك خيالاً فاتناً يزداد جماله عندما أرى فيه عينيك الجميلتين اللتان تبدوان كواحتين ارتشف منهما آمالي،،
و لكني سرعان ما استيقظتُ على صوت حشرجة الواقع المحموم الذي يجرؤ على قول الحقائق بكل قسوة و عنف، و الذي لا يروي عطشه سوى دموعنا المنهمرة،، استيقظت من سبات الخيال لأدرك الحقيقة، فأصبحت أغني لقلبك سيمفونية الأحلام المهاجرة، و أعزف على وتر لقاءنا ألحان اشواقٍ دُفنت تحت رمال صحراءٍ حامية،،
فاالآن،، سأكتب قصتي بلون نهر النيل العذب على جدران الحنين و الذكريات،، و سأحتفظ بمشاعري في حقيبة الأسرار الثمينة،،لأنك تدرك جيداً ما الذي كنت ارنو إليه يا سيدي،،


دام نبضك مجللأ بالحب

محمد الخضري