عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2010, 02:59 PM
المشاركة 240
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
بسام حجار
نظر الى الموت وكأنّه وراءه


بقلم :عبده وازن - جريدة الحياة
عندما كتب محمود درويش قصيدته «السروة انكسرت» التي نشرها في ديوانه «لا تعتذر عما فعلت» اختار جملة من قصيدة للشاعر اللبناني بسام حجار عن السروة، ووضعها في مستهل القصيدة. كانت المرة الأولى يختار فيها محمود درويش ما يشبه «الشاهدة» الشعرية من قصيدة لشاعر عربيّ شاب كان واحداً من المعجبين به. ولم تكن السروة إلا الرمز الذي جمع بين موت هذين الشاعرين، الموت المأسوي الذي قصفهما في أوج عطائهما الشعريّ. هذه السروة وردت كثيراً في شعر بسام حجار، صورة جنائزية وظلاً يحرس الموتى الذين في المقابر.
رحل الشاعر بسام حجار عن أربعة وخمسين عاماً. لم يمهله المرض العضال الذي ألّم به ليلملم أوراقه، هو الذي لم يكن إلا شاعراً، حتى في ترجماته الكثيرة ومقالاته. كان بسام كأنه على سباقٍ مع الموت، شاء أن يهزمه بعدما أحسّ في طويته، أن الموت يأتي كالسارق، فراح يكتب ويترجم مواجهاً ذلك الهاجس الذي لم يبارحه منذ ديوانه الأول «مشاغل رجل هادئ جداً» (1982) حتى كتابه «حكاية الرجل الذي أحبّ الكناري» الذي استحضر فيه صورة والده الميت. ولم تكن مصادفة أن يكون ديوانه الأخير «تفسير الرخام» (2006) عملاً احتفائياً بالموت بعدما رثى شقيقته الراحلة بقصيدة هي من أجمل ما يمكن أن يكتب في المراثي الخفيضة النبرة.