عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2012, 11:07 PM
المشاركة 30
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وجه الإعجاز في الحديث : ـ
يبشرنا صلى الله عليه وسلم بأن الله تبارك وتعالى علمنا هذا الدعاء: { إهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } ويبشرنا صلى الله عليه وسلم بأن الله سبحانه وتعالى استجاب منه هذا الدعاء لأمته.
بشره الملك قائلا "أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته " فلما دعا صلى الله عليه وسلم بهذه الدعوات طمأنه الله سبحانه بقوله عقب كل دعوة "نعم" و "قد فعلت"
وعليه فأمة الإسلام يهديها الله الصراط المستقيم ، يهديها الله الدين القويم ، الإسلام على أتم وأنقى ما يكون ، لا تترك شيئا منه عمدا ، ولا تضيع شيئا منه سهوا ولا نسيانا ، إنما هي على الإسلام التام .
• يخبرنا صلى الله عليه وسلم بذلك ، ويتحقق ذلك تماما كما أخبر صلى الله عليه وسلم : ـ
• فالأمة بحمد الله ملتزمة بالإسلام كله ، تحرص على أصوله وفروعه ، صادقة في تطبيقه ، حريصة على كل عقيدة وشريعة وأدب فيه .
• وعلماء الأمة عاكفون على دراسة الإسلام ، كل في تخصصه ، فعلماء للقراءات ، وعلماء للتفسير ، وعلماء للحديث ، وعلماء للفقه ، وعلماء للعقيدة ، وعلماء للغة ، وعلماء للسيرة والتاريخ الإسلامي ، وعلماء للدعوة والاجتماع ، وكل أهل تخصص يستوعبونه بالدراسة ، ويراعون مقتضيات كل عصر .
والأمة مع هؤلاء العلماء تؤازرهم ، وتقتدي بهم .
• والقرآن الكريم عمدة الإسلام وأساسه ، والسنة النبوية التطبيق العملي للإسلام ، تبينه وتوضحه ، قد هيأ الله لهما أسباب الحفظ والخلود ، وأسباب التقريب للعمل ، والأمة ـ ممثلة في علمائها ـ موفقة في خدمتهما ـ القرآن والسنة ـ على كل وجه ، موفقة للعمل بها بكل دقة ، وهذا يعصمها من الخطأ والزيغ والضلال ، ويأخذ بأيديها إلى الصراط المستقيم.
• فالأمة بحمد الله بعيدة عن صراط المغضوب عليهم ، فليست بالأمة التي تعرف الحق وتحيد عنه ، ليست هكذا والحمد لله ، ولكنها تعرف الحق وتعمل به .
• والأمة أيضا بعيدة عن صراط الضالين ، فليست بالتي تهمل دينها حتى تجهل حدوده ، لا ، ليست هكذا ، وإنما هي تعرف دينها ، وتحرص على ذلك ، ومجالس العلم ذائعة ، والأمة حريصة على ذلك ، والحمد لله رب العالمين.
لقد بشرنا صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستعيش طول حياتها على الطريق القويم ، تعلمه وتعمل به ، نائية بنفسها عن الطرق الأخرى ، من طريق الذين يعلمون الحق ولا يعملون ، ومن طريق الذين لا يعلمون الحق ولا يعملون ، بشرنا صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى يهدي هذه الأمة إلى العلم والعمل ، فكان الأمر كما أخبر ، فالأمة قبل زماننا ، وفي زماننا ، وبعد زماننا حريصة على الإسلام ، تتعلمه وتعمل به ، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، ومن دلائل نبوته .