عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2012, 11:06 PM
المشاركة 29
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدعاء بهداية الأمة الصراط المستقيم .


عن عبد الله بن عباس قال : "بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه ، فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم ، لم يفتح قط إلا اليوم ، فنزل منه ملك ، فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض ، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم ، وقال : أبشر بنورين أوتيتهما ، لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته " (1)
بينما جبريل قاعد" جبريل اسم ملك الوحي ، والملائكة يمكنهم الظهور في صورة رجل، وكان جبريل يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في صورة أحد الصحابة واسمه "دحية" وكان رجلا جميلا.
"سمع نقيضا من فوقه " النقيض : الصوت ، وهو كصوت الباب إذا فتح.
والمعنى : أنه سمع صوتا من أعلا ، يشبه الصوت الذي يسمع من فتح الباب.
" فسلم ، وقال " أي سلم الملك النازل من السماء، سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى جبريل ، وعلى الحاضرين ، وبعد أن سلم هذا الملك توجه بالخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له : " أبشر بنورين . . . "
" أبشر بنورين أوتيتهما " كل ما أوحاه الله إلى رسوله فهو "نور" وعليه فالقرآن "نور" وكل آية أو مجموعة آيات يقال لها "نور" قال تعالى في شأن رسوله صلى الله عليه وسلم : { فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون } [ سورة الأعراف : 157] ، فسمى الله سبحانه ما أنزله على رسوله "النور" .
وقول الملك في هذا الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم "أبشر بنورين" أي مجموعتين من آيات القرآن الكريم ، هما الفاتحة وخواتيم سورة البقرة ، سماهما "نورين".
"أوتيتهما" أي آتاهما الله لك .
"لم يؤتهما " أي آتاهما الله لك .
" لم يؤتهما نبي قبلك " أي اختصك الله وأمتك بهما، ولم يؤتهما نبيا قبلك ، وليس بعدك نبي ، فهما خصوصية لك ولأمتك .
" ولن تقرأ بحرف منهما " تقرأ معناها : تدعو . و "بحرف منهما" أي بدعوة منهما، أطلق الحرف وأراد به الجملة ، من باب إطلاق الجزء على الكل.
" إلا أعطيته " أي إلا استجابه الله منك.
والمعنى : لن تدعوا بدعوة من سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة إلا استجابها الله لك .


يتبع ..