عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2012, 08:45 PM
المشاركة 28
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
7ـ ودعوة { أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } :
تميزت هذه الدعوة عن الدعوات السابقة بمطلعها العظيم { أنت مولانا } أي : يا رب أنت ولينا ، أنت سيدنا ، أنت مالكنا ، ثم رتبوا على ذلك سؤال النصر على الكافرين ، قالوا : { فانصرنا على القوم الكافرين } وكلمة "القوم" تفيد النصرة على الكافرين مهما كثروا ، فهي أقوى مما لو قالوا : فانصرنا على الكافرين .
إن هذه الدعوة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمة يسألون الله سبحانه وتعالى أن ينصرنا على الكافرين أعدائنا في الدين، وأن يمكن سبحانه وتعالى لنا في الأرض ، وأن يعزنا جل جلاله .
وهذه الدعوة أعظم من الدعوة التي تقدمت في حديث سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه أن لا يسلط على أمته عدوا من غيرهم فيهلكهم ، ذلك أن الدعوة هنا فيها سؤال اله نصرة المسلمين على الكفار ، أما الدعوة التي في الحديث الذي تقدم في صدر الباب ، ففيها ما هو أقل من ذلك ، فيها أن لا يهزمنا عدو.
وعموما فالدعوتان مجابتان ، فلن يهلك هذه الأمة عدو ، والله ناصرها على الكافرين .
وجه الإعجاز في الحديث : ـ
أوحى الله تبارك وتعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم سبع دعوات في خواتيم سورة البقرة ، وأوحى إليه في هذا الحديث أنه ما أن يدعو بدعوة منها إلا استجاب الله تبارك وتعالى له ، فدعا بها صلى الله عليه وسلم ، وعقب كل دعوة كان الله يطمئنه على الاستجابة .
وهذه الدعوات السبع منها ما هو في أصل الدين ، وهو :
{ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا }
و { ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا }
فهاتان الدعوتان استجابهما الله تبارك وتعالى ، وهما من أصول الإسلام ، فالله لا يؤاخذ المسلم على النسيان ولا على الخطأ ، ولم يحملنا سبحانه ثقيلا في أمور الإسلام.
أما بقية الدعوات والتي فيها :
سؤال الله أن لا يثقل كاهلنا بالبلاء
وأن يعفو سبحانه عن زلاتنا.
وأن يغفر لنا
وأن يرحمنا
فهذه استجابها سبحانه ، وعلى طول عمر الأمة لم ينزل سبحانه بلاء عاما بسبب ذنب ، وإنما يغفر لنا سبحانه ، ويرحمنا جل جلاله .
أما الدعاء بالنصر على الكفار فهذه دعوة مستجابة على الدوام ، فالنصر حليف الأمة ، يعزها ربنا
وينصرنا ، ولقد علم الكفار ذلك فلا يجرءون على مواجهة المسلمين ، وإنما يستعينون بالمسلمين على المسلمين ، ويستعينون بجماعات المنافقين ، ومن غذوا بثقافة كافرة ، ولكن تكون النتيجة نصرة المسلمين .
وهكذا تحققت هذه الدعوات ، وتتحقق في زماننا ، ويقع الأمر كما أخبر صلى الله عليه وسلم من أن الله سبحانه استجاب له هذه الدعوات .
وهذه معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم التي ظهرت في زماننا ، وعلم من أعلام نبوته ، وبرهان ساطع على صحة وصدق سنته صلى الله عليه وسلم .



//