الموضوع
:
ll~ معجزات ٌ نبويّة
عرض مشاركة واحدة
04-11-2012, 08:44 PM
المشاركة
27
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7870
المشاركات:
17,197
وهذه كلها قد استجابها الله تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ، وللأمة الإسلامية .
1ـ فدعوة التجاوز عن النسيان والخطأ :
هذه دعوة هي أصل من أصول الإسلام ، وأن الله تبارك وتعالى لا يحاسب أحدا من أمة الإسلام على أمر نسيه ، فمن نسى فريضة ، فإنه لا يحاسب عليها، وكذلك الخطأ ، فمن أخطأ في أمر ففعله على غير وجهه الشرعي فإن الله لا يحاسبه على ذلك.
أفادت ذلك الآية الكريمة ، مع الحديثين اللذين تقدما في صدر الباب ، أن الله أخبر رسوله أنه لا يقرأ بحرف من الفاتحة وخواتيم سورة البقرة إلا أعطاه .
وأنه ما دعا صلى الله عليه وسلم بدعوة من خواتيم سورة البقرة إلا طمأنه الله سبحانه بالاستجابة .
ولقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه المنة ، فقال صلى الله عليه وسلم " إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان ، وما استكرهوا عليه " (8) .
2ـ ودعوة { ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا } :
والتي معناها : يا رب لا تكلفنا من الأحكام ما يشق علينا القيام به .
وهذه أيضا قد تحققت ، وهي أصل من أصول الإسلام
• قال تعالى : { وما جعل عليكم في الدين من حرج } [ سورة الحج من الآية الأخيرة : 78 ] .
• وقال تعالى : { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } [ سورة البقرة من : 185 ] .
• وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الدين يسر " (9).
• وعن ابن عباس قال : قيل لرسول الله : أي الأديان أحب إلى الله ؟ قال : الحنيفية السمحة " (10).
وهذه الدعوة قد أراحت الصحابة كثيرا ، وذلك أنه حينما نزلت الآية {لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله } شق ذلك على الصحابة ـ كما تقدم في حديث أبي هريرة وابن عباس ـ ورأوا أن الحساب على ما في النفس ، يوقعهم في المأثم ، ويسبب لهم حرجا دينيا ، فلما نزلت هذه الآية ، وفيها هذه الدعوة { ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا } وأخبر الله رسوله باستجابتها ، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتكرم الله باستجابتها، حينئذ ارتاح الصحابة واطمأنوا .
ولذا يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه النعمة :
فعن أبي هريرة رضي الله عنه " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم " (11)
والمراد : أن الله تبارك وتعالى لن يؤاخذ المسلمين على ما يخطر لهم ، وهذه خصوصية لأمة الإسلام ، لا يحاسبهم سبحانه على حديث النفس ، ما دام مجرد خاطر ، يعبر ولا ستقر ، أما إذا استقر ودخل دائرة التنفيذ، فوقع العمل بالجوارح على مقتضاه ، أو تكلم اللسان بوفقه ، فهذا الذي تكون عليه المحاسبة .
3ـ وأما دعوة { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } :
فمعناها : يارب لا تنزل بنا من البلاء ما لا نطيق .
وبتعبير آخر : يا رب لا تحملنا ما لا نطيق من أمور الدين والدنيا ، فلا نرتكب ذنبا يقام به الحد علينا ، وهذا صعب لا يطاق، ولا تنزل بنا بلاء شديدا علينا ، لا نطيقه .
إنها سؤال ورجاء أن يحيينا الله في عافية .
وهذه دعوة تحققت ، ولا زالت تتحقق، فالأمة من بدايتها إلى نهاية الحياة الدنيا تدعو بهذه الدعوة ، وهي دعوة مستجابة ، وعد ربنا باستجابتها ، وأخبرنا رسولنا بذلك .
ومن هنا يقول صلى الله عليه وسلم : "فضلت هذه الأمة على الناس بثلاث: جعلت لنا الأرض مسجدا وطهورا ، وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة ، من بيت كنز تحت العرش ، لم يعط منه أحد قبلي ، ولا أحد بعدي" (12)
إن هذه الأمة قد فضلها الله واختصها بهذه الدعوات واستجابتها، يصبحنا سبحانه في عافية ، ويمسينا في عافية .
والعافية نعمة عظيمة ، فهي التي تلي الإيمان في المنزلة ، يوضح ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " لم تؤتوا شيئا بعد كلمة الإخلاص مثل العافية فسلوا الله العافية"(13).
4ـ ودعوة { واعف عنا} :
نلاحظ فيها أنها لم تسبق بـ "ربنا" بينما سبقت الدعوات الثلاث السابقة بـ "ربنا" وهذا أيضا في الدعوتين التاليتين .
والسر في ذلك أن هذه الدعوات الثلاث ـ 4 ، 5 ، 6 ـ مرتبطة بالدعوات الثلاث السابقة ـ 1 ، 2 ، 3 ـ فدعوة { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } مرتبطة بـ { واعف عنا } فعدم المؤاخذة على الخطأ والنسيان عفو.
ومعنى : { واعف عنا } تجاوز عن تقصيرنا وزللنا.
يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمة في كل أجيالها ، جميعا نسأل الله أن يعفو عن أي تقصير تقع فيه الأمة ، وأن يتجاوز سبحانه عن أي زلل يقع من عموم الأمة .
إنها دعوة أمة ، يلهمنا ربنا ويعلمنا أن ندعوه بها، للأمة في كل أجيالها .
5ـ ودعوة { واغفر لنا } :
أي استرنا يا رب بين خلقك ، واجعلنا متمسكين بدينك ، حماة له ، ممحافظين عليه ، وهي مرتبطة بالدعوة الثانية { ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا } فالتيسير في أمور الدين مغفرة عظيمة ، فبدل أن تأتي التكاليف شديدة وتعجز الأمة عن بعضها فتقع في الإثم ، وتحتاج المغفرة ، بدل ذلك سبقت مغفرته سبحانه ، فجاءت التكاليف ميسرة ، مما يجعل الأمة لا تطبق على ذنب ، فلا تفتضح بين الأمم .
وهي دعوة أمة ، يعلمنا ربنا تبارك وتعالى أن نسأله المغفرة ، والتي هي الستر ، نسأله سبحانه أن يستر الأمة بين الأمم ، ببعدها عن الذنوب ، والتزامها بدينها.
ورأى هارون الرشيد ـ خليفة المسلمين ـ عاصفة تهب على بلاد المسلمين ، فصلى ، وكان من دعائه "اللهم لا تفضحنا بين الأمم" .
6ـ ودعوة { وارحمنا } :
فبرحمتك نوفق لامتثال أوامر ديننا ، ونوفق للاجتهاد في نصرته . وتيسر لناكل خير، وتبعدنا عن كل شر .
وهذه الدعوة مرتبطة بالدعوة الثالثة { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } ، ففي الدعوة الثالثة نسأل الله أن لا ينزل بنا ما يشق علينا، وفي هذه الدعوة السادسة نسأله سبحانه أن يرحمنا ، فبرحمته سبحانه نهتدي لكل خير ، ونقدر على كل طاعة ، كما قال سبحانه : { فبما رحمة من الله لنت لهم } [ سورة آل عمران : 159 ] .
إنها دعوة أمة ، نسأل الله أن يعمها برحمته ، فتوفق لكل خير ، ويحفظها سبحانه من كل شر .
وقد أوحى الله لرسوله باستجابته سبحانه وتعالى هذه الدعوات .
يتبع ...
رد مع الإقتباس