عرض مشاركة واحدة
قديم 04-11-2012, 08:44 PM
المشاركة 26
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الدعاء بالتيسير والرحمة والنصر لهذه الأمة .


واضح من حديث عبد الله بن عباس السابق(1) أن الله بشر رسوله صلى الله عليه وسلم باستجابة الدعاء الوارد في سورة الفاتحة "الهداية الذي تكلمت عليه قبل ذلك " وأيضا استجابة الدعاء الوارد في ختام سورة البقرة.
ولقد جاءت أحاديث أخرى تفصل استجابة الله الدعوات التي علمها الله نبيه والأمة في ختام سورة البقرة ، وأن الآية الأخيرة لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كلما قرأ دعوة من هذه الدعوات ، كان الله سبحانه وتعالى يوحي إليه بالاستجابة ، يوضح ذلك ما يأتي :
عن أبي هريرة قال " لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم { لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير } [ سورة البقرة : 284] قال : فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم بركوا على الركب فقالوا : أي رسول الله (2) ، كلفنا من الأعمال ما نطيق : الصلاة ، والصيام ، والجهاد ، والصدقة ، وقد أنزلت عليك هذه الآية ، ولا نطيقها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم : سمعنا وعصينا ؟ بل قولوا : { سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير } قالوا : { سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} ، فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم ، فأنزل الله في إثرها { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير } [ سورة البقرة : 285] ، فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى ، فأنزل الله عز وجل : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } ( قال : نعم(3) ) { ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا } ( قال : نعم ) { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } ( قال : نعم ) { واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } ( قال : نعم ) " (4)
وعن ابن عباس قال : " لما نزلت هذه الآية { وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله } [ سورة البقرة : 284 ] قال : دخل قلوبهم منها شئ لم يدخل قلوبهم من شئ (5) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا ، قال فألقى الله الإيمان في قلوبهم ، فأنزل الله تعالى : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } قال : قد فعلت (6) { ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا } قال : قد فعلت ، { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } قال : قد فعلت { واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } قال : قد فعلت " (7)
وواضح من هذين الحديثين ، أن الله تبارك وتعالى علم رسوله صلى الله عليه وسلم والأمة هذه الدعوات ، ولما قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، طمأنه الله بأنه سبحانه قد استجابها له صلى الله عليه وسلم ولأمته ، مؤكدا له "نعم . نعم "
و"قد فعلت . قد فعلت "
وفي رواية حديث أبي هريرة عند الطبراني في الدعاء (8) اجتمع اللفظان ، ففي بعض الدعوات "نعم" وفي البعض الآخر "قد فعلت" .
الدعوات السبع :
والدعوات التي في خواتيم سورة البقرة سبع دعوات :
1ـ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
2ـ ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا
3ـ ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به
4ـ واعف عنا .
5ـ واغفر لنا .
6ـ وارحمنا
7ـ انصرنا على القوم الكافرين



يتبع .