قد علل الأحزان بالأحزان
مأستنا في عالم متعجرف
ينسي به الأباء بعض حنان
ينسى ودمعة خاطر مكلومة
وجراح قلب نازف هتان
هذا الصغير الغض يشكو لوعة
ويقابل الأحزان بالسلوان
يحتاج من يزجيه فيض حنانه
ويقيه من برد الشتاء الجاني
يحتاج من يكفيه بعض عنائه
ويقيه من شمس ومن هجران
يلقى الصحاب وكلهم متوثب
يلقى المحبة من ابي الأحسان
يلقى الحنان وقلبه من رقة
قد طاول العصفور في الطيران
لكنني أنا في الحياة معذب
وأسير قهر بالغ الثوران
أشكو إلى أمي فتذف دمعة
وتضمني للصدر في احسان
وتقول لا تحزن فأنت ملاذنا
إني أراك اليوم في الر يعان
أنا يا أبي لا أستكين وهمتي
لا ترتجي الإذلال والخذلان
هذا الذي أوصتني أمي دائماً
لا أستكين لدعوة الشيطان
لكن أبي عذراَ فما اوصيتني
ورغبت عني بالهوى الفتان
علمتني معنى المذلة في السؤال
وتركتني وحدي بغير أمان
وتركتني وحدي ألملم دمعتي
وأقول يا اسفاً على النسيان
واقول يا أسفي وأتعب خاطري
ويزورني همي بكل مكان
أمسي مع الليل الطويل معتباَ
متى ياصباح ستنقضي احزاني
متي يا صباح ستنقي احزاننا
ونعيش في أمـنٍ وفي ايــــمان