عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2012, 10:39 AM
المشاركة 16
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذ احمد النجار
تقول "إنما أنا مُدرِكٌ تماماً حدودَأحمد وحَجم أحمد الحقيقي , لأن التضخم داء عُضالٌ إذا ما ضربَ نَفس المرء دفعه دفعاًنحو رَدِ الحَقِ والتعالي على الناس وعاق تقدمه وحال دونَ تعلمه.".

- طبعا النقاش هنا ليس شخصي وإنما الأمل أن تعم الفائدة من خلاله وهو يهدف إلى توضيح بعض جوانب سيكولوجية الإبداع وتوليد المنجزات العبقرية.

وعليه وبشكل عام...كثير من الناس يموتون للأسف وفي أدمغتهم منجزات هائلة كان يمكن أن تكون مخرجات عبقرية لو أنهم تمكنوا من توليد هذه المنجزات. ولكن الذي يحصل هم لا يعرفون سيكولوجية توليد النصوص ولذلك تظل تلك المنجزات العبقرية المحتملة كامنة دفينة وتموت بموت صاحبها.

كمن يشتري جهاز كمبيوتر ولكنه لا يتعرف على آليات تشغيله وحتى لو انه عمل على تشغيله فربما يحصل على 1% من قدراته وتلك الإمكانات الكامنة.

نعود إلى ما تقوله أنت هنا "أنا مُدرِكٌ تماماً حدودَ أحمد وحَجم أحمدالحقيقي " كيف يمكن للإنسان أن يدرك حجمه الحقيقي من حيث القدرة على الانجاز العبقري طبعا؟ ذلك والطاقة الإبداعية مخزنة في أركان غامضة ( العقل الباطن ) ولا سبيل لقياسها ومعرفة حجمها إلا إذا ما تحولت إلى مخرجات إبداعية وحتى عندها قد لا نستطيع قياسها إلا بمرور الزمن لان العقل قادر على العطاء الكودي والاستشراف المستقبلي اذا ما عمل بطاقة عالية كما يحصل في عقول الايتام.

المشكلة أن هذا القول قد يمثل موقف ذهني ( برنامج عقلي ) يتم من خلال تحجيم القدرة على الإبداع.

وفيما يتعلق بك أتصور ما قرأته من مخرجات عقلك الإبداعية هي مؤشر على القدرة على العطاء العبقري الفذ فأنت لديك قدرة هائلة على ألحكي الجميل والمؤثر...وما دام نريمان شهدت بذلك لا بد ان تصدقه.

التواضع وكل ما تفضلت به مطلوب والمثقف الحقيقي والمبدع الفذ ربما يشعر بنوع من الغرور أحيانا لكنه ما يلبث أن يعود إلى الشعور بأن ما قدمه لا يمثل أكثر من نقطة في بحر المعرفة ولو كان مثل زبد البحر.

علينا أن نتعرف على آليات تشغيل جهاز الكمبيوتر في أدمغتنا ومن أهم آليات تشغيله :
- إن لا نقوم ببرمجته برمجة سلبية تحد من قدرته.
- أن نؤمن إيمانا عظيما بأن هناك في الأعماق مخازن معرفة تنتظر أن تتفلت لتتشكل على شكل مخرجات عبقرية.
- أن نؤمن بأن (العقل الباطن ) أو اللاواعي أو العقل الداخلي أو العقل per se لديه قدرة على تولي توليد الأفكار والنصوص بعد أن نوعز له بفكرة البداية وان نكون صارمين معه ونأمره بأن يعمل على توليد النصوص...فهو مثل جني المصباح الذي ينتظر أن يقول لك شبيك لبيك.
- نعود مرة أخرى لنؤكد على ضرورة عدم الشعور بالغرور مهما كان حد العبقرية خاصتنا بارزا او مهولا لان ذلك كله لا يمثل سوى نقطة في بحر بل بحور المعرفة.

إن لم يكن قد طبعت مجموعة قصصية لك حتى الآن بودي أن أرى واحدة مطبوعة قريبا جدا.

ومن الخطأ أن تتصور أن الكتابةعلى الانترنت يمكن أن تحل محل الكتاب المطبوع حتى وان لم يلق الكتاب المطبوع إقبال من عند العرب حاليا لكنه سيظل السجل الذي لن يضيع في متاهات العالم الافتراضي وسوف يكون لتجسيد القصة في مجموعة مطبوعة اثر هائل في دفع الدماغ على مزيد من الإبداع. وتذكر قول الشاعر : كل شيء جاوز القرطاس ضاع.

وكما علمتنا أنت هنا ربما أن المواقف الفكرية ( الرأي من قضية ) قد تحتمل الخطأ ولو كانت صواب.

لان الرأي والموقف الفكري يتشكل كنتيجة لمجموعة المعارف والتجارب التي يكون الشخص قد حصلها حتى لحظة اتخاذ القرارأو الموقف الفكري أو الرأي، ولذلك نجد الاختلاف في الرأي بين الناس لان ( الرأي ) هو الابن الشرعي لما تراكم من معارف في الذهن، ولهذا السبب اكتسب الموضوع خاصتك هنا الأهمية لأنه يعالج سيكولوجية التفكير السليم.

وهذا هو المحور الذي أردت منك إلقاء مزيد من الضوء عليه.. وهو شرح سيكولوجية اتخاذ المواقف الفكرية وأسباب وآليات تشكل الرأي، وهل يمتلك البعض الحق في القول أنهم يمتلكون الرأي الصواب والمطلق؟ أم أن كل رأي يحتمل الخطأ ولو كان صواب؟؟؟ ذلك لأنه محدود بمحدودية ما تراكم من معارف فالحقيقة نسبية دائما مهما اجتهدنا في الوصول إلى الرأي الصواب.

وانا اعترف بأن ما اقوله يحتمل الخطأ والصواب لكني سأتبناه حتى يتشكل لدي راي او موقف جديد من خلال التراكم المعرفي.

وهذه نقطة اخرى مهمة لا بد من مناقشتها ففي احيان كثيرة لا نحاول طباعة مخرج ابداعي عبقري لاننا نعتقد بعدم جدواه او بسبب قلة قيمته وهو شعور طبيعي عند لحظة التوليد ولذلك قالوا الفنان الحقيقي لا يرضى عن عمله ابدا....سنعود لمناقشة هذه النقطة ان شاء الله.