عرض مشاركة واحدة
قديم 04-03-2012, 01:05 AM
المشاركة 2
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان
  • غير موجود
افتراضي
المبحث الرابع:

العقلُ والإبداع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

من المعروف سلفاً أن العقل يحتاج لكي يقوم بمهمته خير قيام إلى معلومات دقيقة صحيحة شاملة.. فالعقل لابد أن يرتكز على أبجديات من العلم قبل أن يغادرها منطلقاً إلى مرحلة أكبر منها..

والمبدعُ - كما يُقال - هو الشخص الذي يستطيع أن يرى مالم يره الآخرون وأن يُفكر بطريقة غير التي يُفكر بها الآخرون ..

وليس الإبداع فحسب بل حتى حل المشاكل والمعضلات يحتاج أحياناً إلى تفكيرٍ خارج الصندوق كما يُقال Think Out Of The Box

وكما قال اينشتاين (( أنت لن تستطيع أن تحل المشكلة بنفس العقلية التي أوجدتها ))

فمثلاً عندنا في العادة أن القلم يكتب على الورق .. جاء مبدعٌ وقال لماذا لايكتبُ الورقُ على القلمِ ؟!!!

وفعلاً كان له ماأراد فاختراع أجهزة قياس القلب ورصد الزلازل والتي يكون فيها القلمُ ثابتاً والورقة هي التي تتحرك .

ولكن هذا المبدع لو لم يرتكز في اختراعه هذا على أسس ونظريات ومفاهيم وقوانين سابقة لما تمكن من أن يُبدع..

فمخطئ من ظن أن الإبداع هو الخروج عن كل السالف من عقل الغير والإتيان بجديد منقطع في الجدة دون اعتمادٍ على أمورٍ لابد من الاعتماد عليها ..

فلن يستطيع شخصٌ لم يدرس الطب أن يأتي بجديد في عالم الطب حتى ولو فكر بالمقلوب لابطريقة إبداعية !! وحتى وإن حدث وأتى بجديد فهذه صدفة نادرة الحدوث لاتحمل جدية البحث العلمي القائم على أبجديات العلم السليم ويكون ذلك من باب النادر والنادرُ - كما يقول أهل الفقه - مما لاحكم له ..

فلا بد في البداية من استيفاء العلوم الضرورية اللازمة لأي فن من الفنون أو علم من العلوم قبل محاولة البدء في الإضافة إليه فضلاً عن الإبداع فيه..
وإلا لكان حالنا عندما نفكرُ في اكتشاف للأوكسجين عندما اكتشفه العالم الصيني ( لزو زينج هونج ) في عام 800 قبل الميلاد أن نطلق العنان عقولنا بسؤال نعتقده غاية في الروعة والذكاء وهو :
كيف كان الناس يتنفسون قبل هذا التاريخ ؟!!!

*****

المبحثُ الخامس:

العقل والحواس الخمس

يخطئ من يعتقدُ أن العقل مصدراً من مصادر تلقي المعلومات !! فالعقلُ – سادتي – هو المصب الذي تصبُ فيه الحواس الخمسة الأشياء التي تكتسبها عن طريق قدراتها التحصيلية كاللمس والشم والذوق والسمع والبصر ..
ويقوم العقلُ بعد ذلك بعملية الربط والتنظيم والتحليل والخروج بمعلومات جديدة ..

من أجل هذا جاء الإسلام العظيم بفلسفة رائعة للعقل تنقسم إلى شقين عظيمين :

الشقُ الأول:

الدين

هنا طلب الإسلام من الإنسان الإتباع وترك الابتداع والتسليم المُطلق للأمور والنواهي فإن ظهرت حكمة لذلك الأمر وذلك النهي فحمداً ونعمة وإلا فالإتباع الإتباع والتسليم التسليم ..

(( ولج بعض الناس من باب مقاصد الشريعة بشكل مخيف حتى بات الكثير يقوم بالشعيرة رغبة في المقصد منها لاطاعة وتقرباً لله !! فقم صلي الفجر لأن في هذا الوقت يكون الأوزون في الجو مرتفعاً فيقوم بنية طلب الأوزون فيضيع عليه أجر القيام وأجر الصلاة وإن كان تمتع بالأوزون !!! ))

والإسلام عندما فعل ذلك لم يكن تجبراً منه وسداً لباب الفكر والعقل حتى لايكشف خفايا الدين عبقري من العباقرة !!!!!!!!

ولكنه أدب عظيم وحدود محددة للعقل عند خالق العقل ..

وقد جاء في أول سورة البقرة الإيمان بالغيب (( والذي لاعلاقة للعقل فيه )) في مقدمة الأمور ..

الشق الثاني

الدنيا

( أنتم أدرى بأمور دنياكم )

فتح الإسلام للناس الباب على مصراعيه في أمور الدنيا وطلب منا العمل والتفكير والجد والاجتهاد والبحث والتنقيب والاكتشاف والاختراع والابتداع

*****

المبحثُ السادس

المرأة والعقل

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هذا المبحثُ مبحثٌ أوردته فقط لبيان أنه لافرق بين عقل المرأة وعقل الرجل بل على العكس قد يتفوق عقل المرأة على عقل الرجل في كثير من المواطن والمواضع
ولكن الأمر كل الأمر في الوظيفة التي خلق الله من أجلها الذكر وخلق من أجلها الأنثى

فكل وظيفة تستلزم قدرات ومهارات معينة تختلف من شخصٍ إلى آخر ..

وقد صرح الرسول صلى الله عليه وسلم أن هناك من النساء من هن كاملات عقل ودين كحديث (كمُلَ من النساء .. الحديث )

ولا أخال أن أحداً بات لايعلم ماقصدَ الرسول صلى الله عليه وسلم من قوله ناقصات عقلٍ ودين فقد شرح صلى الله عليه وسلم مقصده في الحديث نفسه حيث قال :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس فوعظهم ثم قال يا معشر النساء تصدقن فإنكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن ولم ذاك يا رسول الله قال لكثرة لعنكن يعني وكفركن العشير قال وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذوي الألباب وذوي الرأي منكن قالت امرأة منهن وما نقصان دينها وعقلها قال شهادة امرأتين منكن بشهادة رجل ونقصان دينكن الحيضة تمكث إحداكن الثلاث والأربع لا تصلي )

أما أن يجادل مجادل بهذه المقولة وأن يتخذها حجة على الإسلام وينعق بها كالبوم في خراب فكر الأغبياء فنقول له فكر بعقلك ثم تحدث أو نرجوك

[blink]صه[/blink]

*****

المبحث السابع:

التجارب والأخطاء والعقل

التجربة تُثري العقل وتنميه وتصقله ولكن شريطة أن تكون تجربة صحيحة تؤدي إلى خبرة سليمة فالبعض – مثلاً – يقضي في الشيء عشر أعوام ولا خبرة لديه لأنه قد كرر نفسه خلال العشر أعوام ولم يُضف إلى عقله خبرة جديدة !!!

والخطأ كذلك فهو ليس علامة نقص في العقل إلا إذا تكرر بدون مبرر منطقي

( لايُلدغ المؤمن من جحر مرتين )

وكما قال أحدهم :

من يخدعك مرة فهو سيء وإن خدعك ثانية فأنت مغفل !!!

ولكن الخطأ المنطقي المبرر يزيد العقل قوة ونوراً وبصيرة

قالوا لتوماس أديسون أخطأت ألف مرة في اختراع المصباح !!!

قال : بل تعلمت أن هناك ألف طريقة لايُخترعُ بها المصباح ..


*****

المبحثُ الثامن:


العقلُ والسلوك


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مامن شكٍ أن العقل وما يحتويه من مفاهيم وقيم ومبادئ ومُثلٍ وأفكار ومعتقدات هو الذي يُكونُ الإنسانَ ويتحكم في تصرفاته وفي سلوكه وفي ردود أفعاله

فلنعيدُ برمجة عقولنا من جديد إذا أردنا أن نُحسن من سلوكنا

ولنضرب مثالاً على ذلك في قصتين عظيمتين

الخنساء مع أخيها صخر حيث رثته رثاء يوجع قلب الصخر وبكت عليه بكاء حاراً .. ولكنها عندما تغير مايحتويه عقلها بعد إسلامها قالت عندما أُستشهد أولادها الأربعة في معركة القادسية : الحمد الله الذي شرفني بقتلهم !!!!


*****


المبحثُ التاسع:

محلُ العقل :

هناك خلاف كبير جداً بين الكثير في محل العقل وهل هو في الدماغ أم محله القلب ؟

{ لهم قلوبٌ لايعقلون بها }

ولم يُذكر العقلُ بالاسم في القرآن الكريم وذكر عمله مرات ومرات ..

وهذا الخلاف أظنه من العلم الذي ينفع وجهل به لايضر ولكني أعتقد أن نسبة العقل إلى القلب كنسبة العمى إليه فهو أمرٌ معنوي بحت , وهو مرتبطٌ – كبقية الحواس – بالقلب ارتباطاً وثيقاً كما قال صلى الله عليه وسلم :

( إن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )

وقد قال جل من قائل في محكم التنزيل:

{ بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون }

والران ( التغطية والحجب ) في اعتقادي هي مايؤثر على عمل العقل وهي ماأدى – بالتالي – إلى نسبة العمليات العقلية إلى القلب كمؤثر عام عليه .. والله أعلم ..

وقد قام بعض الجراحين بعمليات نقل لقلب كافرٍ لمسلم والعكس فقام المسلم بعد الزرع يتوضأ للصلاة والكافر لبث على كفره ..

وقد سمعتُ – في مجلس خاص – سماحة العلامة ابن عثيمين رحمه الله يقول مامعناه أن العقل محله القلب ..

*
*
*

قصصٌ للعقل:


إسلام خالد بن الوليد رضي الله عنه وأرضاه وقوله صلى الله عليه وسلم :

( إن لك عقلاً لايُسلمك إلا لخير )


إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه وأرضاه ..


إسلام سادة المدينة المنورة على يد مصعب بن عُمير رضي الله عنه وأرضاه ..


.
.
.


أحبتي أطلتُ وأثقلتُ أعلم ذلك فسامحوني ولكن صدقوني عندما نتمكن من إدارة العقل إدارة جيدة حسنة منضبطة سنقف في وجه عواصف الفتن الصاخبة بكل ثقة بعقولٍ تُشير لها أن من فضلكِ :

عندما أتحدثُ أنا فلينصت الجميع ..


أشكر لكم كريم وقتكم وسعة صدركم

ليكن الجميعُ بخير

أحمد النجار