الموضوع
:
يا دمع
عرض مشاركة واحدة
03-26-2012, 01:57 AM
المشاركة
5
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
تاريخ الإنضمام :
Apr 2007
رقم العضوية :
3325
المشاركات:
853
إيه لبوابة القلب التي نشرت الربيع على أجنحة الأحبة واستقبلت ساعات اللقاء بدفء النبض ..
إنها اليوم موصدة .. تسبح في ظلمة الوحدة بعد أن هجرتها طيور الأحبة وتركت دفّتها تهوي في قاع الصمت ..
ويتبدّل الصمت آهة .. وتحبو الآهة , تهزّ وتر المشاعر , تتسلّق محراب الانتظار ..
وتصير الآهة حرفا .. والحروف كلمات .. والكلمات سطورا تحبّر الصفحات ..
لم يعد هناك موطىء ألم يحتمله الصدر .. ما عادت لحظات العمر سرا .. لقد صيّرتها السطور " دون الشعر وفوق النثر " .. شيّدت منها الكلمات صرحا للنفس الثملة بالمواجع ..
النفس الواقفة الآن على أطلال من رحلوا تحاول استرجاع بقية من ذكرى , لكنها تعجز عن ذلك ..
قد بترت كل الأخبار " وما عادت مطارحهم تشي حكاياتهم "
تلك الحكايات الخضراء التي ولدت مع أول ربيع محبة وكانت نقيّة تسبح في عبق الفرح ونشوة السعادة وحبور الأماني وهدهدة الأحلام ..
إنها تجفّ الآن .. كما الينابيع تجفّ وتهجرها الطيور والفراشات والزهور
إنها تجفّ الآن .. لا يبقى حولها إلا صدى الأحبة وصدى الصوت النافر من عمق الذكرى .
إنها تجفّ الآن .. لا يبقى على جنباتها إلا أحلام تعرج وأماني تقصّفت أجنحة العطاء منها ..
حتى السفينة التي كانت تشقّ عباب الأيام تتطلّع إلى مستقبل أخضر فاجأتها عاصفة الأقدار فأغرقتها في بحر الوحدة وتاهت بين الرجا والتمنى ..
وبين الرجا والتمني قطعت مسالك وتقطّعت الأحلام وغاصت النفس في كأس المرارة تنهل منه .. وصار يطوّحها ضياعها وتذروها الصدمات ..
إنها تغرق ..
تغرق في بحر الألم .. تستجدي حبل الغريق ..
فاض صبرها حتى عيل صبرها ..
فاض دمعها حتى جفّ دمعها ..
فاض ألمها حتى تحجّر الألم فيها ..
وهاهي تنشد الاستكانة في عالم الحزن والألم بعدما صدّها عالم الأحبة الممتد ..
هاهي تنشد عالما آخر أقل قسوة وصدودا .. وأكثر رحابة وامتدادا ..
المبدعة :
سناء محمد
لقد استطاع حرفك أن ينقل صدق العاطفة وخبايا النفس المتألمة
استطاع أن يبعث الحياة في الكلمات حتى جعلها تصلنا حارة نديّة
لله درك كم تبدعين .
سلم قلمك سيدتي وسلمت .
ودمت بود .
رد مع الإقتباس