كيف لكتاب الحب أن تدوسه أقدام الخيانة ؟
======================
حسام الدين بهى الدين ريشو
===============
( 1 )
رأى حلمه وهو يتهاوى
يتساقط منه الأمل شظايا في بحر الخيبة
وفتاة في يدها سوط مجدول من خيانة
تلسعه
في يده أوراق ممزقة
لقصيدة لم تكتمل :
لِمَ ياحب تئن وحيدا في غيابة الجب ؟
لم ياخيانة تعششين في ثنايا
شفاه آثمة ؟
لم يا أزمنة الخداع
تلوثت من عطاياك الأمكنة ؟
حتى أروقة الخطايا
صارت مدامعها مزمنة !!
( 2 )
تدور رأسه كرحى تفرم ذكرياته
تنهال عليها أمطار الأحزان
تجرفها الى مستنقع لا يدري اسمه
تتلاعب به الخيالات
و
كضرير يسوقه طفل صغير
تأخذه الخطى مترنحا
يشده شوق لأنثى لا تخون
يلامس أذنيه صفير الرياح
تضحك ضحكتها الصفراء قائلة :
ويحك !!
أبعدَ أن مزقت القصيدة
تريد حبا من جديد ؟
يشخص المساء له
يحتويه
قربانا لليل كئيب
يقول له :
لم تعد هناك !!
انتهى زمانهن
يوم ضاعت حُمرة الحياء
وغادرت الوجوه التى تكلست
وصورها المتغيرة مع كل خطيئة
تتغشاها الحمرة الزائفة
ألا ترى المشاعر حافية ؟
تتمرغ كل ليلة في أرض الشبق ؟
( 3 )
ينسكب السؤال على الكتب التى في رأسه
والتراتيل التى في قلبه
وخيال " ليلى " المقيم في حنايا روحه
لم يعد للحب أهل ولا زاد
الحب يأكل نفسه
صار فاقدا لمعناه
ملَّ المتسكعات في الزوايا
مرهفات الرعشة على أطراف الهواتف
صارت الخيانة فرنا كبيرا
التهم كل القناديل الخضراء
والمناديل البيضاء
لون الأسفلت على الطرقات
التى تدوسها الأقدام
صار أنقى من قلوبهن
صناديق القمامة تتأفف
من شراشفهن
الليل الكئيب الملطخ بدماء بكارة الكلمات
صار يئن
حتى أصابه الخرس
( 4 )
شاب شاحب يهمس
كنت هناك
على شاطئ الحرف
عند سواحل الخطيئة
رأيتها
توجوها في الساعة العاشرة
ملكة جمال الخائنات
ألبسوها تاج المجون
ونزعوا عنها قلادة الخشوع
رأيت العفة تقيم مأتما لنفسها
لمْ يرِدْ عليه أحد !!
( 5 )
في الصباح
أخذ يمسح آثار حلمه الذي تهاوى منه
ويجمع شظايا الأمل الذى تناثر في بئر الخيبة
توقفت يداه
عندما لامست قدمين
تسلقت مقلتاه شعاع الشمس المختال بجواره
شاهد شوقا يتقاطر على رأسه
من نظرات لفتاة تبكى
وبيدها أوراقه الممزقة .. تهمس :
كيف لكتاب الحب أن تدوسه أقدام الخيانة ؟؟
خذ قلبى ... واعطنى اياه ؟
فقط ... رد لكلماته الشاحبة
نبض الحياة !!
قال جنون ذاكرته :
أيعيد التاريخ نفسه ؟
قالت :
بل يولد من جديد
ليس لدي ما أخفيه
ألا ترانى بلا نقاب ؟
أنت أول من التقيه
وأنا آخر من تحتويه
فدع عنك سويعات المحن
وغيابات الشجن !!
(6 )
" صدِقْ ماتقول "
تناهت الى سمعه
تلفت باحثا
كان طيف قيس خلفها
يُقَلِبُ أوراق ديوانه هامسا :
هذى رسالة ليلى اليك :
هى ربيبتى
خبأتها لك من غدر الأيام
ومن كل غانية لعوب
أو متسكعة في ليل المجون
قاموس اللغة عندها لا يعرف
لفظ الغدر أو فعل " تخون " !!