الموضوع: أمي والخاتم....
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
4726
 
ريما ريماوي
من آل منابر ثقافية

ريما ريماوي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
801

+التقييم
0.17

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
الأردن.

رقم العضوية
10476
03-25-2012, 11:54 AM
المشاركة 1
03-25-2012, 11:54 AM
المشاركة 1
افتراضي أمي والخاتم....
أمي والخاتم الذهبي

- آه اصبعي المتورم يكاد يقتلني ألما.. هتفت والدتي:
- لو سمحت يا "أحمد" أحضر المقص وقصه.

بالبدء أود وصف أمي وأهم ما يميزها حسن التزامها، هي كالملكة وبيتها مملكتها لا تخرج منه إلا لماما، مكتفية بالمحافظة عليه وعلينا أنا وإخوتي الثلاثة، و تحرص على تربيتنا تربية دينية سليمة وتشرف بنفسها على دراستنا.. عازفة عن القيل والقال لا تتبادل الأحاديث العقيمة ولاتزور الجارات إلا بالمناسبات المهمة. لا أذكر بأنها راجعت أي طبيب مهما اشتد بها المرض، بل تكتفي بعلاج نفسها بالتداوي بالأعشاب.



ذات عيد زواج قدّم لها والدي الخاتم موضع بحثنا من الذهب الخالص يزينه حجر كريم تعبيرا عن حبه وتقديره لها.. فرحت بالخاتم وأبقته في اصبعها لم تنزعه قط.



ذات حين وهي تقطع اللحم بالسكين آذت اصبعها الذي يحمل الخاتم وجرحته، مم أدى لالتهابه فتورم كثيرا وضاق عليها الخاتم، وهذا أدى إلى انحباس الدم فيه وهذا ضاعف آلامها. لما ازرق اصبعها ولم تعد تحتمل الوجع طلبت من أخي الكبير "أحمد" قصه حتى تستطيع التخلص منه ومن أذاه، وهذا ما فعل..

لكنها أوصتنا بأن لا نخبر والدنا بذلك قائلة:

- أعتقده لو عرف بالأمر فسيطلقني لأن الخاتم ثمين، ووالدكم فلوسه قليلة ولقد وّفر مصاريفه الشخصية لأشهر حتى استطاع شراءه لي، بالتأكيد سيغضب مني لأنني لم أعرف كيف أحافظ عليه... فلنجعل ذلك سرا بيننا.

حينئذٍ.. اكتشفت خطأها بهذه التوصية، وذلك لحدوث سوء تفاهم بينها و "أحمد"، فهددها بكل وقاحة بأنه سيقوم بإبلاغ والدنا عن أمر الخاتم.

في نفس اليوم عندما عاد والدي من عمله جمعنا عنده، ثم خاطبنا بهدوء قائلا:

- أنتم تعرفون يا أولادي كم ثمن علبة الكبريت الرخيصة، وبالتالي عود الثقاب فيها سعره لا يتجاوز بضعة فلوس.. لكن لو أحد منكم أشعل هذا العود دون حاجة فعليّة وبلا داعي، من المؤكّد أنّني ساغضب منه ولن أكون راضيا عنه لإهداره إيّاه بلا سبب وبلا أي طائل.
أما لو كان الامر يستدعي ذلك فلا أجد أي غضاضة، وهذا بالضبط ما حصل مع أمكم عندما لجأت إلى كسر الخاتم الثمين لإنقاذ اصبعها، وهو إجراء صحيح لا بدّ منه ولا تثريب عليها، فالموقف اقتضى ذلك ومن الطبيعي أن لا أغضب لأن الضرورات تبيح المحظورات...



ثم وجه حديثه إلى أخي الذي طأطأ رأسه خجلا، عندما سمعه يقول:

-وهذه آخر مرة يا أحمد أسمع عنك تهدد أحدا انتقاما أو من أجل مصلحتك، فكيف وتلك التي تهددها أمك التي تحبك وتكد وتتعب من أجلنا جميعا، وعندما تختلف معك يكون ذلك من أجل مصلحتك كي تنجح في حياتك. ولا تنس يا ابني قول الرسول الكريم "أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك" .. وقال الشافعي "إخضع لأمك وارضها فعقوقها إحدى الكبر".



مع تحيات

ريما ريماوي


أنين ناي
يبث الحنين لأصله
غصن مورّق صغير.