الموضوع: إني راحِل ..
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
5630
 
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان

أحمد النجار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
170

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2007

الاقامة

رقم العضوية
3671
03-25-2012, 04:36 AM
المشاركة 1
03-25-2012, 04:36 AM
المشاركة 1
Post إني راحِل ..
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


جاءتْ تسابقُ الريحَ وتحلمُ بأن تسبقَ الزمنَ , جاءتْ بشوقٍ كالجبالِ , رأته جالساً في نفسِ المكان ينتظرها كما كان يفعلُ كلَ مَرة , اقتربتْ بهدوء منه ووضعتْ كفيها على عينيه ككلِ مرة ...

ولكنه لم يدعِ الدهشة ككل مرة !! لم يحاول التخمين ككل مرة ! لم تسمع ضحكته العذبة ككل مرة! لم يقل لها أفتَقَدتُكِ ككل مرة !! هذه المرة ليست حقاً ككل مرة ! , رفع عينيه مُقَطِباً حاجبيه نحوها وقال: حَضَرتُ هذه المَرة فَقط لإخباركِ أن مابيننا قد انتهى .. , سكتت ضحكت مدت يداها لتمسك يديه ,سحب يده وقال بصوتٍ كُلهُ غَضب : أي جُزءٍ من عبارتي السابقة لم تفهميه ؟!! مابيننا قد انتهى .. , أوشك قلبها أن يخرج من صدرها سألته بصوت متهدج : أتعلمُ ماتقول ؟!! أجابَ بصوتٍ بارد: ما بيننا قد انتهى هل أُترجمها لك بلغة أخرى؟!!! حَسناً : Here the end of our love

لم تتمالك دموعها وقالت متوسلة مترجية : أنا لن أتوسل ولن أتذلل ولن أبكي ولن أرمي بنفسي تحت قدميك.. أنا فقط أريد أن أعرف السبب ؟ !! فبعدَ عشرة أيامٍ غيابٍ ومكالماتٍ لاتتجاوزُ الثواني وأحوالٍ لم أفهمها تأتي لتخبرني أن الذي بيننا قد انتهى..... لم يجبها!!!

أخرجَ ظرفاً ضخماً وألقاهُ أمامها قائلاً : كل مايخُصُكِ عندي وضعته في ذلك الظرف فخذيه ودعيني انصرف وأرجو أن يكون هذا اللقاء آخر لقاء بيننا ...لو سمحتِ !!!
أمسكتْ الظرفَ بيدها باكية ورفعته وقالتْ: أحقاً هذا كل مايخصني عندك؟!!!
هل وضعت فيه حبنا أحلامنا ذكرياتنا ؟!! هل وضعت فيه أمانينا؟!! هل وضعت فيه فعلاً كل مابيننا ؟!!!
ألم تنس أن تضع فيه وعودك ؟!! وعمرنا الذي مَضى ؟!!
ألم تنس شيء؟!!!
نظر إليها نظرة باردة وقال : أحلامكِ أنتِ ..أمانيكِ أنتِ .... أوهامك ِ أنتِ ..
فأنا لاأتزوج بهذه الطريقة فما الذي يضمن لي أن مافعلتِهِ معي لم تفعليه مع غيري أو ستفعليه .....
رمتْ الظرفَ في وجهه وقالتْ بصوت يملؤه البكاء والغضب :كيف لم أكتشفْ كمية الحقارة التي تَتمَتعُ بِها إلى الآن ؟!!!

*
*
لم ينبس ببنت شفة بل أخرج سيجارته وأشعلها بكل هدوء ونفثَ دُخانَها من بين شفتيه وقال ببرودٍ شديد:
والله لم أجبرك على شيء من هذا .... أنتِ التي فعلتِ بنفسكِ هذا ....!!!
ضحكتْ ضِحكة مفعمة بالأحباط وقالت: صدقت ...

أعادَ جَمعَ الظرفِ المُنتثرِ وألقاهُ على الأرضِ أمامها وقال باشمئزازٍ واضح : أرجوكِ وفري حَديثَكِ فقد مللتُ وماعدتُ أرغبُ في سماع المزيد ...



لملمتْ أشتاتها واستعدتْ للرحيلِ وقالتْ: كم غَدوتُ أكرهك !!!


رن هاتفه فنظرَ للرقمِ ثم أغلقَ الجهاز , فقالتْ بسخرية المهزوم : حادث فَريستكَ الجَديدة فلقدْ انتهيتَ مني .. وانصرفتْ ..



فتح هاتفه واتصل على الرقم الذي لم يُجِبْ عليه : ألو دكتور أنا آسف كنت مشغولاً ولم استطع الإجابة

اخبرني هل جاء الردُ على تقاريري التي بعثتها إلى المركز الدولي لبحوث السرطان؟


أرجوك يادكتور تكلم مهما كانت الإجابة .. أربَدَ وجهه واغرورقتْ عيناه بالدموعِ بعد إجابةِ الدكتور ..


أغلقَ الهاتفَ ووضع يده في جيبه وأخرجَ صورةً صغيرًة لمحبوبته التي خرجتْ وقبَلها ووضعها على صدره وبكى ...



.
.


أحمد النجار