اللقاء في الأسحار إن القيام في الأسحار بمثابة لقاء المولى مع خواص عبيده ولهذا لا ( تتسنى ) هذه الدعوة إلا لمن نظر إليه المولى بعين ( اللطف ) والرضا وهي الساعة التي يكاد يطبق فيها نوم الغفلة حتى البهائم . ومن المعلوم أن نفس قيام الليل مع قطع النظر عن حالة الإقبال مكسب عظيم لما فيه من الخروج على سلطان النوم القاهر فكيف إذا اقترن ذلك بحالة الالتجاء والتضرّع ؟! ومن هنا جعل المولى جل ذكره ( ابتعاث ) النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) المقام المحمود مرتبطا بتهجده في الأسحار رغم حيازته للملكات العظيمة الأخرى . ويمكن القول باطمئنان أن قيام الليل هو القاسم المشترك بين جميع الأولياء والصلحاء الذين يشتد شوقهم إلى الليل ترقّباً للذائذ الأسحار . ( الوُصولُ إلى اللهِ سفرٌ لا يُدركُ إلاّ بامْتطاءِ اللَّيْل ِ) حميد عاشق العراق 23 - 3 - 2012 الجمعة 1 جمادى الأولى 1433هج