عرض مشاركة واحدة
قديم 03-22-2012, 02:08 PM
المشاركة 10
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الجانب الأكثر أهمية في موضوعة الرأي والرأي الآخر هو ربما الكيفية التي يتشكل فيها الرأي.

يرى سجموند فرويد بأن الشخصية تقسم إلى ثلاث أقسام الأيد وهو مركز الغرائز والانا وهو بمثابة النفس ، والانا العليا وهو مركز المثل العليا والقوانين.

ويبدو أن الموقف ( الرأي ) من أي قضية غالبا ما يتشكل مما تراكم في الأنا العليا. بمعنى الذي يحدد رأيي أو موقفي من قضية هو مجموع التجارب المعرفية والحسية التي مررت بها.

إذا الخطورة في التمسك بالرأي وطرحه على انه مطلق من حيث (الصح) ينبع من أن هذه المعطيات المتراكمة في الأنا العليا والتي قد لا تكون سليمة وليست قادرة على أن توصل صاحبها لاتخاذ رأي صائب!

خاصة أن العقل يتأثر بمجموعة عوامل أثناء عملية التحصيل المعرفي، وقد يتعرض لما يطلق عليه اسم البرمجة الدماغية brain washing خاصة في هذا العصر عصر التكنولوجيا عظيمة التأثير، حيث نجد بأن الإعلانات مثلا جعلت كلمة تويوتا في احد السنوات الماضية الأكثر ترددا لأنها كانت تعرض على شاشات التلفزيون ضمن حملات مهووسة.

ولا شك أن هذه الحملات كانت تسعى وقد نجحت في تحسين صورة سيارات تويوتا لدى المستهلك الذي كان يندفع لشراء سيارة التويوتا ظانا انه يقوم بتلك الحركة من تلقاء نفسه ، وهو حر الاختيار والقرار، لكنه في الواقع يكون مدفوعا من واقع ما تعرض له من برمجة عقلية.

نفس الشيء يحدث بالنسبة لمجموع ما يتحصل لدى الإنسان من تراكم معرفي على الرغم أن البرنامج العقلي الكلي يستغرق زمنا ً طويلا ً ( بحيث لا يبدو ان برمجة عقلية قد حصلت )، وعليه... فأنه لا يجوز أبدا لأي شخص أن يتصور انه صح في ( رأيه ) بالمطلق دائما. وكلما تشدد الانسان في رأية كلما كانت احتمالات الخطأ اكبر. وربما أن السؤال المهم الاخر هنا هو :
- هل يمكن ان يكون رأي فرد واحد اكثر صوابا من رأي مجموعة كبيرة من الناس؟
- هل يمكن ان يقع الرأي العام في الخطأ؟
- وهل يمكن صناعة الرأي العام؟
- وهل وجود وسائل الاتصال والاعلام قادرة على صناعة الرأي العام وتشكيلهِ ؟