عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2012, 10:05 AM
المشاركة 5
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
لا شك ان هذه الدراسة تطلبت جهدا هائلا. والاخ احمد مشكور على هذا الجهد فقد وفرت لي فرصة للتمحيص والتعمق في قضية مهمة وهي "اصل الاحلام" ونظريات تفسير الحلم.

لقد الف الفيلسوف الفرنسي ميشيل انفري كتاب اسماه " افول صنم" ويقال انه امضى سبع سنوات في البحث والتمحيص في ارث فرويد وخرج في النهاية باستنتاجات ضمنها كتابه ، رفض فيها الكثير من الاسس التي قامت عليها نظريات فرويد خاصة فيما يتعلق بالعنصر الاساسي المحرك للانسان وهو عند فرويد الجنس. وقدم انفري نظرية بديلة لما يطرحه فرويد تقول بان المحرك الاساسي عند الانسان هو "طاقة الجسد" وليس طاقة الجنس كما يقول فرويد.

في بحثي حول سر الابداع والعبقرية اجريت عدة دراسات منشورة في منبر الدراسات هنا تبين لي وبالادلة الاحصائية ان المسبب الاساسي للعبقرية والابداع هو (اليتم) اولا ثم اليتم الاجتماعي ومن ثم الازمات، وكلها لها تأثير على الدماغ مما دفعني لتأيد طرح انفري برفض ان يكون (الجنس) هو المحرك الاساسي للعبقرية والابدع كما يقول فرويد وحتى ان Ann O التي اعتمد فرويد على تحليلها النفسي لتطوير نظريته في التحليل النفسي كانت يتيمة مما يشير الى ان مرضها كانت نتيجة لصدمة اليتم وليس لخسارة الاب جنسيا، وهو ما يشير الى علاقة اليتم والموت بالصحة النفسية والمرض النفسي.

وقد اظهرت هذه الدراسات ايضا الخطأ في نظرية انفري والتي تقول بأن "طاقة الجسد" هي المحرك فهناك من العباقرة من لا يمتلك جسد ( مثل ستفن هوكنج )ورغم ذلك فأن عقله استمر في ابداع وتوليد نظريات حول نشأة الكون ولغة الكون وما الى ذلك من امور بالغة التعقيد ولا يستوعبها الا دماغ عبقري يعمل بطريقة عجيبة.

وقد خرجت باستنتاجات ان المحرك الاساسي للابداع والعبقرية والمرض النفسي هو "كيمياء الدماغ" وليس الجنس او الطاقة الجسدية ، وان كيمياء الدماغ مرتبط بالظروف التي يمر بها الطفل حتى سن الحادي والعشرين وكلما كانت الظروف صادمة ومأساوية كلما كان لذلك اثر في كيمياء الدماغ ومع توفر بعض الشروط الاخرى تظهر العبقرية عند الاشد يتما وازمات في الطفولة.

لكن على الرغم من أن الكثير من الادلة والمؤشرات اصبحت تعمل ضد طروحات فرويد وحتى ان بعض تلاميذه كانوا قد قدموا نظريات بديلة عن نظرية الجنس مثل نظرية التعويض عند ادلر ونظرية الركتابيتس عند كارل يونج لا يمكن للانسانية ان تنكر الدور الكبير الذي قدمة فرويد في الولوج الى النفس البشرية ومحاولة فهمها.

وفيما يتعلق في (العقل الباطن) صحيح ان فرويد لم يتمكن من تقديم ادلة علمية على وجود العقل الباطن لكنه بنظريته حول العقل الباطن استطاع ان يؤسس لرسم خريطة للدماغ هذا الكون الاعجازي العظيم ولا شك انه كان المبادر وله دور كبير فيما توصلت له البشرية من فهم لمكنونات النفس البشرية واليات عمل الدماغ.

كما لا يمكن انكار اهمية اليات العلاج بالتحليل النفسي التي اتى بها فرويد والتي تقوم عنده على الاعتقاد بأن الامراض النفسية لها علاقة بمكبوتات النفس البشرية من زمن الطفولة وان مساعدة المريض في التصريح ( التفريغ ) عن هذه المكبوتات واخراجها من مكامنها يساهم في شفاؤه... فهذا امر يمكن ملاحظتة في العيادة الطبية النفسية.

يقول هيجل بأن الفيلسوف يأتي بفكرة فيأتي فيلسوف آخر بفكرة تناقضها ومن الصراع بين الفكرتين تولد فكرة ثالثة جديدة وهكذا تستمر الافكار في التوالد ضمن ديلكتيك يضمن استمرارية التقدم في الوعي الانساني.