عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
1

المشاهدات
5807
 
عزت فائق ابوالرُب
من آل منابر ثقافية

عزت فائق ابوالرُب is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
38

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Sep 2011

الاقامة
فلسطين - جنين

رقم العضوية
10453
03-10-2012, 10:18 PM
المشاركة 1
03-10-2012, 10:18 PM
المشاركة 1
افتراضي تراثنا العربي - حكمة ٌ و جمال (9) معن بن زائدة ( الحلم و الجود )
الحلم والجود
يروون أن جماعة تذاكروا فيما بينهم آثار معن بن زائدة وأخبار كرمه ، معجبيين بما هو عليه من الحلم ، فقام أعرابي وأخذ على نفسه أن يغضبه ، فأنكروا عليه ذلك ، و وعدوه مئة بعير أذا هو استطاع ذلك .
فعمد الأعرابي إلى بعير فسلخه ، وارتدى بجلده ، واحتذى ببعضه ، ودخل على معن ، و أنشأ يقول :
أتذكر إذ لحافك جلد شاة ٍ و إذ نعلاك من جلد البعير
قال معن : أذكره ولا أنساه .
فقال الأعرابي :
فسبحان الذي أعطاك ملكاً وعلمك الجلوس على السرير
فقال معن :
إن الله يعز من يشاء و يذل من يشاء .
فقال الأعرابي :
فلست مُسَلّماً إن عشت دهراً على معن بتسليم الأمير ِ
فقال معن :السلام خير ، وليس في تركه ضير .
فقال الأعرابي :
سأرحل عن بلاد ٍ أنت فيها ولو جار الزمان على الفقيرِ
فقال معن :إن جاورتنا فمرحبا بالإقامة ، و إن جاوزتنا فمصحوبٌ بالسلامة .
فقال الأعرابي :
فجد لي يا ابن ناقصةٍ بمالٍ فإني قد عزمت على المسيرِ
فقال معن : إعطوه ألف دينار ، تخفف عنه مشاق الأسفار ، فأخذها وقال :
قليل ما أتيت به ، و إني لأطمع منك في المال الكثير
فثنّي فقد أتاك الملك عفواً بلا عقلٍ ، و لا رأيٍ منيرِ
فقال معن : ألفاً ثانياً، كي يكون عنا راضياً .
فتقدم الأعرابي إليه وقبل الأرض بين يديه ، و قال :
سألت الله أن يبقيك دهراً فما لك في البريةِ من نظيرِ
فمنك الجود ُ و الأفضالُ حقاً و فيض يديك كالبحر الغزيرِ
فقال معن :أعطيناه على هجونا ألفين ، فليعطَ أربعةً عى مدحنا .
فقال الأعرابي :بأبي أنت أيها الأمير ونفسي ، فأنت نسيج وحدك في الحلم ونادرة دهرك في الجود ، و إنك لعلى خلق عظيم . ولقد كنت في صفاتك بين مصدق ومكذب . فلما بلوتك صغّر الخُبْرُ الخَبَرَ ، و ما بعثني على ما فعلت إلا مئة بعير جعلت لي على إغضابك .
فقال له معن : لا تثريب عليك . و وصله بمئتي بعير ، نصفها للرهان و النصف الآخر له ، فانصرف الأعرابي معجباً بحلمه و أناته .