عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-2012, 05:47 PM
المشاركة 5
أشرف حشيش
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
تحياتى البيضاء

فبدت طريقي في رؤاي قصيرة // وركام خوفي قد غدا مثل الطللْ

حين نتأمل العلاقة النحوية التى صاغت هذا البيت نجد كم هو لوحة ثرية باهرة ، حيث نتلقى علاقة المسكوت عنه " بدت طريقى ( العسرة الطويلة التى تبدو مريرة كؤودا ) قصيرة

- ونحن لا نتلقى علاقة النعت المسكوت عنه فى سياق البيت ، بما يجعلنا أمام مسكوت عنه يفتح أمام المتلقى براحا وسيعا لإنتاج هذى العلاقة كل عبر خبرته فى التلقى وقراءة اللوحة

- ثم تجىء علاقة شبه الجملة " فى رؤاى " لتسيج أمام بصائرنا تلك الطريق ، وتجسدها لنا طريقا تنداح فى فراديس حالمة تضاريسها الرؤى، تبدو في ظلالها طريقا قصيرة سلسة ناعمة ، وكيف لا وهى تطلع عبر تلك الرؤى الحالمة الآملة القابضة على جمر عزيمتها

- ثم ولنتأمل الشطرة الثانية حيث نتلقى فنية المقابلة التى تغاير أمامنا من مشهدية اللوحة ، حيث نرى الخوف الذى كان ناضرا حيا وقد استحال باليا مجرد ذكرى باسة تطويها الرمال ، ركام الخوف يستحيل أمام بصائرنا عبر علاقة الجملة الحالية " مثل الطلل " يستحيل عبر التخييل التشبيه المتحول من الجملة الاسمية " ركام الخوف طلل " ما أجمل هذا البيت
الأخ الحبيب الناقد اللغوي المتبصر (محمد الصاوي السيد) لم يكن النص الشعر بأجمل من نقدك وقراءتك

بهذا النقد البنّاء المسؤول يرقى الحرف

دمت يا صاحب الذوق الرفيع