الموضوع: دنيا العطور
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2012, 01:10 PM
المشاركة 13
نبيل أحمد زيدان
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تحياتى البيضاء

إذا ما أسكر الوجدان حبك إنني
أهيم شفيف الروح أسرح بالسما

ما أجمل هذا البيت وما أعذب اللوحة التى يرسمها لمشهدية الحبيب الذى يستحيل صوفيا عاشقا فى ملكوت حبه الذى يسمو به ويشف ، والحقيقة إننا حين نتأمل البيت عبر العلاقة النحوية يتكشف لنا عن بنية فنية ثرية بحق

- حيث نتلقى علاقة الفعل الماضى " أسكر " بما يجعلنا أمام دلالة التحقق واستدعاء الذكرى التى وقعت وتحققت على الوجدان

- ثم ولنتأمل علاقة المفعول المقدم " إذا ما أسكر الوجدان " حيث نتلقى الاستعارة المكنية التى تجسد لنا الوجدان وقد صار كيانا حيا له وجوده المنفصل عن ذات الشاعر ، فكأن الوجدان وهو الحس ما عاد يطيق الحب فاتخذ لنفسه سبيلا من الحس فهو يغيب كغيبة الصوفى إذا ارتحل فى ملكوته وتجلياته

- ثم ولنتأمل علاقة الحال المضاف" أهيم شفيف الروح " حيث إن علاقة الحال هى العلاقة التى تسيج لنا حالة الهيام التى نتلقاها عبر علاقة المضارعة " أهيم " وهى العلاقة التى تستحيل ليس اغترابا ولا شجنا ولا حيرة ومكابدة بل يستحيل حالة من الصفاء وشفافية الروح التى تستبصر حضور الحبيبة وتجليات ذكراها

- ثم ولنتأمل علاقة " أسرح بالسما " وهى العلاقة المضارعة التى تجعلنا أمام حالة من المدوامة لمشهدية الحنين التى ترينا العاشق الذى يسمو ببصره للسما فهى وحدها البراح التى يليق بحضور الحبيبة

- ربما لى ملاحظة فيما يخص هذا البيت

فهات السنا لحن العصافير حائما
على كتفي ينساب عطركِ مُلْهَما

- ربما لو كان الخطاب للحبيبة هنا لكان أكثر تناغما مع دلالة السياق فى ذائقتى الشخصية ، أى " فهاتى السنا " خاصة وأنه لن يؤثر على البنية الموسيقية للبيت
الأخ الفاضل محمد الصاوى السيد الموقر
لك التقدير على قراءاتك التحليلية ولتي أعتقد أنك بل بلا شك تقرأ النص فتكتشف شاعره
على أي طريق يمشي هذا في الأولى وقد غمرتني السعادة
أما في الثانية كما تفضلت هاتي هي الأجمل وتغطي فراغا كان بعدم الياء من حيث الجمالية للإيقاع ومن حيث استكمال الصورة الشعرية .
لك كل التقدير والإحترام