الموضوع
:
في السجن .. ! / ريما ريماوي
عرض مشاركة واحدة
02-28-2012, 10:29 PM
المشاركة
2
طارق الأحمدي
أديــب وقاص تونسي
تاريخ الإنضمام :
Apr 2007
رقم العضوية :
3325
المشاركات:
853
وتبخرت جميع الأحلام مع آخر صيحة فزع أطلقها "بيتر " ..
بيتر اللص خسر حريته مرة من أجل الحياة وخسر حياته نهائيا من أجل حريته السليبة ..
ومن يزرع الريح يحصد العواصف .
و"بيتر قتله طمعه .. لم يقتله حارس المصرف الدي اقتحمه وسرق محتوياته .. لم تقتله سنون السجن التي كان يقضيها ..
" بيتر " اشترى حتفه .. دفع مقابله مبلغا من النقود المنهوبة من المصرف .. " بيتر" استعجل نهايته ليتشتّت حلمه وتذروه رياح القدر التي مافتئت تتربص بخطواته التائهة والقلقة ..
" بيتر " ... لم يبق منه إلا بقية حلم وأمنية محطمة وصرخة لم يسمعها أحد ولم يهتمّ لها البوم الذي شهد مأساته ونهايته ..
" بيتر" لم ينقذه العجوز "جورج" الذي ذوت شمعة عمره وشارفت على النهاية .. بل لم يردعه ولم ينهه عن فكرة الهروب بل جرّه حبل الطمع إلى ظلمة النفق ..
العجوز "جورج " سار في طريق الأشواك فلم يجن غير الجراح ..
أيقظ فيه بريق المال مارد الطمع الذي حطّم شرنقة أحلامه بعد أن وأدها خارج أسوار السجن ..
العجوز " جورج" خان مرتين
خان مأمور السجن وثقة سجانيه ..
وخان ذاته الراضية والمستكينة وهتك طمأنينتها ..
قضى مارد الطمع على بقية من صفاء مازال يقبع في ركن قصي من روح العجوز " جورج" ..
وبين تخطيط "بيتر" للهرب والاستمتاع بحريته والمال المنهوب .. وبين أحلام العجوز " جورج " في أن يكون ذو حضوة وشأن في السجن وقفت الأقدار لتقول كلمتها الفاصلة .. لقد وقف الموت حاجزا .. سدا منيعا أمام أحلامهما .. حطّم طمعهما .. أطفأ فيهما شموع تلك النفس الأمارة بالسوء دوما .. أردى بهما إلى هوةّ النهاية .. إلى حفرة ضيقة تجمع جثتيهما .. وكلما ذوت شعلة عود الثقاب ضعفت صرخات " بيتر " وازدادت ظلمته .. ومتى وصلت آخر صيحة فزع إلى مسامع البوم يكون " بيتر قد دخل ظلمة متواصلة لا تخلو من كوابيس الطمع ...
أستاذة ريما ريماوي
صدقا لقد أبدعت هنا أيما إبداع ..
لقد استطعت أن تثري النص بأدوات التشويق والتداعي السريع للأحداث لتصل القصة حدا من الكمال يجعل القارىء يطلب المزيد ويتمنى أن تطول الأحداث ..
قصة رائعة فعلا .. تستحق المتابعة والقراءة أكثر من مرة ..
سلمت وسلم مدادك
ودمت بود .
رد مع الإقتباس