الموضوع
:
نقشٌ على جِدَاريةِ التوَقانِ
عرض مشاركة واحدة
02-24-2012, 11:26 PM
المشاركة
17
عبد اللطيف غسري
شاعر ومترجـم مغـربي
تاريخ الإنضمام :
Jul 2009
رقم العضوية :
7368
المشاركات:
322
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصاوى السيد
تحياتى البيضاء
نتُوقُ إلى الفراشاتِ اللواتي = يُطَيِّبْنَ الرحيقَ فَيُسْتطابُ
ما أجمل هذا البيت ، وما أسلسه وما أروع الرسالة التى يكنزها لنا عبر لوحته الجميلة ، والبيت حين نتأمله عبر العلاقة النحوية نجد أننا أمام علائق ثرية معبرة
- حيث نتلقى البيت عبر علاقة المضارعة " نتوق " وهى العلاقة التى تجعلنا أمام حالة من الديمومة والتجدد التى لا تنقطع ، فالتوق حالة لا تنتهى ولا تخبو
- ثم ولنتأمل علاقة المجرور " إلى الفراشات " وهى العلاقة التى تكنز التخييل عبر الاستعارة التصريحية التى تنفتح أمام التأويل وتعدد القراءات ، فالفرشات هن الأفكار الطيبة النبيلة التى يطيب بها الرحيق أى التذوق والحس ، والفراشات هن الحبيبات اللاتى يجعلن الحياة طعمها أجمل وأطيب ، والفرشات هن الذكريات التى ندخرها زادا للروح تطيب بها الحياة ، وهكذا ينفتح مجال التأويل وسيعا أمام هذى الاستعارة التصريحية الذكية التخييل
- ثم ولنتأمل علاقة المبنى للمجهول والمتصل بعلاقة التعقيب بالفاء " فيستطاب " حيث نحن أمام علاقة المبنى للمجهول التى تنفتح على أكثر من تأويل حيث نحن أمام التائقين الذين يستطبيون الرحيق وهذا تأويل ، وكذلك نحن أمام الفراشات التى تسطيب الرحيق وهذا تأويل ، وكذا أمام الذين يأتون فيتذوقون هذا الرحيق الذى طيبته الفراشات فيستطيبون حين يتذوقون وهذا تأويل ، أى أننا أمام علاقة المبنى للمجهول الثرية التى تقول الكثير وتتناغم مع أكثر من قراءة وتأويل
- ربما لى ملاحظة على هذا البيت
لِقَحْطِكَ عِندَنا ثَغْرٌ / دَوَاةٌ = يُنَزَّلُ مِنهُما حِبْرٌ / رُضَابُ
حيث إن التشكيل هنا كاف على " ثغر ، حبر " والذى يظهر التنوين على ان يكون ما بعدهما عطف بيان وليس بدلا فيكون السياق " لقحطك عندنا ثغر دواة " فتكون علاقة " دواة " هى علاقة عطف بيان تتم دلالة ثغر وهكذا بالنسبة لعلاقة " حبر " فالتنوين كاف لتوضيح المراد
الأخ الفاضل الأستذ الأديب والناقد العربي القدير محمد الصاوي السيد..
أتقدم إليك بالشكر الجزيل والامتنان العميق على ما تبذله من جهود حثيثة من أجل تسليط الضوء على مكامن الجمال في النصوص التي تتصدى لها بالنقد والتحليل الواعي البناء الرزين.. ووالله إننا لفي حاجة لأمثالك أخي الكريم ممن يقرأون بوعي وينقدون ويعلقون بوعي أيضا.. لقد مللنا تلك الردود الجاهزة التي لا تضيف إلى النصوص شيئا..
أرجو أن يحذو الآخرون حذوك فننهض بالإبداع والنقد إلى ما هو أفضل..
تقبل تحياتي العطرة وتقديري الكبير.
رد مع الإقتباس