عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2012, 09:32 PM
المشاركة 3
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان
  • غير موجود
افتراضي
مساؤكِ بهي كأنتِ أستاذتي

ريما ريماوي

لكم أسعدني - وربكِ - حضوركِ المميزُ لمتصفحي هذا , ولكم أسعد روحي أشادتكِ بالصياغةِ وبالحبكة وهذه شهادةٌ عَظيمةٌ أَعتزُ فيها كثيراً لصدورها من شَخصٍ قَديرٍ مميزٍ مُتمكنٍ مثلكِ ..

أما عِلمكِ بالنهاية فهذا مايجعلني دائماً أخشى الأذكياء الذي يحتاجون فقط - تبارك الرحمن - لمفاتيحِ الفِكرة حتى يقومُ ذكاؤهم بعملية الإكمال التلقائي لبقية عَناصرِ الفِكرة ( مع أن هذا الأمرقد يكون - في الغالبِ - سبباً من أسباب معاناتهم وألمهم ) ..

وأنتِ ذَكيةٌ ياريما ..

واستميحكِ عُذراً في أن أضعُ بين يدي خَبرتكِ أمراً توقفتُ عِندهُ كثيراً بعد أن كَتبت هذه القصة فلقد عُدتُ للقصة أكثرَ من مرة مُحاولاً جَعلَ المفاجأة أقوى عن طريقِ إخفائها تماماً حتى آخر لَحظة إلا أن إيماني بأنه ليست المفاجأةُ عُنصراً مَطلوباً لذاتهِ في بناء القِصة السردي لأن التَركيزَ على هذا العُنصر يَجعلُ القاصَ واقعاً بين أمرين مُتناقضين في أغلبِ الأحوالِ وهما المَنطقية في تسلسلِ الأحداثِ وردودِ أفعالِ الشخصياتِ فيها , فهناك ردودُ أفعالٍ يَمنعُ المَنطِقُ من سَترها وإن كان سَترُها مُحققاً للكمالِ في عُنصرِ المفاجأة , فالعنوانُ - على سبيلِ المِثال - لابُدَ أن يكونَ مُرتبطاً - في ظني - بالحَدثِ الرئيس في القصةِ وهو أبشعُ أنواعِ الخيانة التي تأتي من أقربِ الناس والتي عَبرَ عنها طرفةُ بن العبد بذكاء بالغٍ حين قال :

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهنّد

والخيانةُ أظلمُ الظُلم ..

صحيحٌ أن هناك من يملك من القُدرة والتمكن والأدوات الفنية مايستطيعُ فيه تَحقيق هذه المُعادلة الصعبة بين المنطقية وبين المفاجأة إلا أنني أعترفُ بأنني لم أصل بَعدُ لهذا المستوى ..

أما بخصوص هذه القِصة تحديداً فقد حاولت أن أبني عُنصرَ المفاجأة - وإن كُنتُ لم أقصِدهُ لذاته في الأصل - قَدرَ المُستطاعِ دونَ أن أُخِلَ بالسياقِ المنطقي للسرد القصصي في النص ..

وقد أجبرني المَنطِقُ في السياق - بحكم محدودية أدواتي الفنية وتمكني من البناء الفني للقصة - أن أُرَجِحَ المَنطقَ في مواضعِ عَدة في القصة مثل :

1- العنوان ( والذي أظنُ أنه يجب أن يكون مُرتبطاً بالحَدثِ الرئيس في القصة )..

الظَهرُ والخِنجر ..

2- اصفرارُ وجه الصَديقِ إشارة لرعُبه من قدوم الزوجِ المَخدوع

نسيتُ أنَك خارجٌ للتو من وعكةٍ صحيةٍ ومازالَ وجهكَ مُصفراً من أثرها ...

والذي عُدتُ لتفسيرهِ في نهاية القصة

امرأةٍ مُلتفةٍ بِغطاء السرير ووجهها مُصفرٌ من الرُعبِ


3- كَررَ صَديقهُ السؤالَ بإصرارٍ وخوفٍ واضحٍ : مابك ؟

فهل استأذنكِ - ريما - في أن نخوضَ نقاشاً هنا حَولَ هذه النُقطة وأن نَقترحَ - ومن حَضر - يدائلاً لثلاث النقاط التي أرتيتُ أن المنطق السردي الخاص بهذه القصة تحديداً قد فرضها فرضاً هنا ..

سأكونُ شاكراً وممتناً بَحجم السماء ريما

كوني بخيرٍ أرجوكِ

أحمد النجار