الموضوع: المنام
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
4845
 
ماجد جابر
مشرف منابر علوم اللغة العربية

اوسمتي


ماجد جابر is on a distinguished road

    موجود

المشاركات
3,703

+التقييم
0.77

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9742
02-19-2012, 04:08 AM
المشاركة 1
02-19-2012, 04:08 AM
المشاركة 1
افتراضي المنام
هَذِه تَرْجَمَةٌ لِوَاحِدَةٍ مِنْ الْقَصَائِدِ الْمَنْشُورَةِ فِي الطَّبْعَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ دِيوَانِ "خَرْبَشَةُ الطِّفْلِ"، الصَّادِرِ بِالْلُغَةِ الْإِنْجِلِيزِيَّةِ تحت عنوان:
The Child’s Scribble
لِلْكَاتِبَةِ الْمَصْرِيَّةِ الْأَصْلِ، لَيْلَى يُوسُف.

الْمَنَامُ




الْيَوْمَ، شَاهَدْتُ الطُّيُورَ تَتَصَارَعُ لِاِلْتِقَاطِ حَبِّ زَهْرٍ

نَمَا عَلَى نَخْلَةٍ، كُنْتُ قَدْ زَرَعْتُهَا فِي بُسْتَانِي،

فَرَأَيْتُ نَفْسِي فِي مَنَامٍ.


وَأَنَا طِفْلَةٌ، كُنْتُ، بِعَفَوِيَّةٍ، أَلْتَقِطُ الْأَزْهَارَ الْبَرِّيَةَ، وَآَكُلُهَا.

كُنْتُ أَسْتَلِذُّ طَعْمَهَا، دُونَ أَنّْ أَتَسَأَلَ لِمَ اِخْتَرْتُهَا.

كَانَتْ أَشْهَى وَجْبَةٍ هَضَمْتُهَا.


الْيَوْمَ، آَمِنْتُ بِهَمْسِي، الَّذِي، طَالَمَا، مِنْ قَلْبِي، أَمْلَانِي:

الطَّيْرُ طِفْلٌ، مِنْ شَائِبَةِ الْعَقْلِ، خَالٍ.

هُو قَلْبٌ طَائِرٌ، يَنْمُو رِيشُهُ فِي الْهَوَاءِ.


سَأَطِيرُ مِنْ نَافِذَتِي لِأُشَارِكَ الطَّيْرَ هَذَا الْغِذَاءَ؛

هُو شِفَائِي.

نَسَيْتُ! عَقْلِي! إِنّْ كَانَ مَرْسَاتِي،

هُو أَيْضًا، سَجَّانِي.


لِمَ تَوَقَّفْنَا عَنْ أَكْلِ الزَّهْرِ؟

هَل لِنُبَدِّلُهُ بِالْتِهَامِ الْلَحْمِ؟


لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ زِمَامِي، لَأَوْقَفْتُ نُمُوِّي

قَبْلَ أَنّْ

يَأْسِرَنِي

سَجَّانِي.


كُنْتُ طَيْرًا أَسْبَحُ فِي سَمَائِي،

حَتَّى، مِنْ عَلْيَائِي، عَقْلِي أَرْدَانِي.

مِنْ طُفُولَتِي، أَعْلَنَ اِغْتِيَالِي.


كُنْتُ طَيْرًا، كَذَلِكَ الَّذِي

يَحُومُ

حَوْلَ النَّخْلَةِأَمَامِي.


بِالْحُبِّ، نَمَا غِذَائِي،

وَتُهْتُّ عَنُّه

لِأَلْتَهِمَ الطَّيْرَ،

قَلْبِيَّ الدَّامِي.


كُنْتُ طَيْرًا فِي مَنَامٍ، أَتَنَقَّلُ مِنْ بُسْتَانٍ إِلَى بُسْتَانٍ.

كُنْتُ طَيْرًا، أُلَبِّي نِدَاءَ الْأَزْهَارِ لِتَكُونَ غِذَائِي.

كَانَتْ تُحْيِينِي، وَكُنْتُ أَقْطُفُهَا بِحَنَانٍ.


كُنْتُ أَحُومُ حَوْلَ الْأَزْهَارِ فِي رَقْصَةٍ،

هِيّ صَلَاتِي.

الْكَوْنُ كَانَ

مِحْرَابِي.

لَابُدَّ أَنَّها تُخْفِي

سِرَّ الْحَيَاةِ.


اِسْتَيْقَظْتُ بِطَلْقَةِ نَارٍ،

بَعْثَرَتْ رِيشِي، وَغَرَّبَتْنِي عَنْ زَمَانِي،

فَتُهْتُ عَنْ عُشِّي، النَّخْلِ الْعَالِي.

دُونَ عَنَاءٍ، كَانَ يَنْمُو، فِي بَيْتِي، غِذَائِي!


هَلْ هِيّ ثَعْلَبٌ، أَوّْ قِطٌ شَارِدٌ؟

رُبَّمَا صَقْرٌ كَانَ يَتَرَبَّصُ بِعُنْوَانِي،

وَفِي رِيحٍ عَابِرٍ، أَطَاحَ بِعُشِّي الْعَامِرِ.


أَتَخَبَّطُ فِي دِمَائِي، وَإِنّْ كُنْتُ غِذَائِي.

مِنْ مَنَامٍ، اِغْتَلْتُ ذَاتِي.1

-------------------------------------------
1. الْخَامِسُ مِنْ شَهْرِ أُكْتُوبَر، عَامَ 2010