عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
6

المشاهدات
3406
 
أحمد النجار
مُـجـرّدُ إنسَـان

أحمد النجار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
170

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Jun 2007

الاقامة

رقم العضوية
3671
02-16-2012, 10:13 PM
المشاركة 1
02-16-2012, 10:13 PM
المشاركة 1
Post الظَهرُ والخِنجر ..
مُنهكٌ طَرقَ بابَ صَديقهِ مُسنِداً رأسهُ بين كُلِ طَرقَةٍ وطَرقةٍ على البابِ .., فَتَحَ صَدِيقهُ البابَ فتنبهَ الزائرُ ووجه حَديثهُ لصَديقهِ قائلاً : أعتذرُ على إزعاجِك فسامحني , نسيتُ أنَك خارجٌ للتو من وعكةٍ صحيةٍ ومازالَ وجهكَ مُصفراً من أثرها ...

دعاه صديقه للدخول فدخلَ ورمى بنفسهِ على أقربِ مَقعَدٍ وجدهُ أمامه وأطَرقَ ملياً للأرض ..


سأله صديقه : مابك ؟ فلم يُجِب !!


كَررَ صَديقهُ السؤالَ بإصرارٍ وخوفٍ واضحٍ : مابك ؟

مَكثَ فَترةً وكأن لسانه مسجونٌ بين شفتيه يُصارعُ للخروج ثم قال بصوتٍ مُتهَدِجٍ :


واللهِ لاأعلمُ كيف أقولُ ماعندي ؟!!!

أنا رَجلٌ شرقي يَعزُ عليه أن يبوحَ بمثلِ هذا الحديث ولكنك أعزُ صَديقٍ عندي بل أنت أخي الذي لم تلده أمي ..

قاطعه الصديق : تحدث أرجوك فلقد استوطنَ القَلقُ كل زوايا قلبي ..

قال وبكل ألمٍ : زوجتي ... زوجتي تَغَيرَ كُلُ مافيها .. صارت تصرفاتها غريبة وسلوكها مُريبٌ .. , لم تعد هي زوجتي التي أعرفها ...
أظنها ... أظنها تخونني ....

سألهُ الصديقُ : وهل وقعَ في يدكِ دليلٌ على خيانتها ؟

قال : بل مُجَرَدَ شُعورٍ قوي يكادُ يقتلني .. وأخافُ أن يكون حَقيقةً لامُجردَ شعور , سأموتُ عندها .. لن احتملَ الصدمة ..

جلسَ صَديقهُ أمامهُ وأمسكَ كَتفيهِ ونَظرَ في عَينيهِ وقالَ لهُ بصوتٍ مُقنعٍ مُفعَمٍ بالثقةِ :
أتريدُ أن أُصارحكَ أم أخدَعُك ؟

قال : بل أن تصارحني فما أتيت أبُثكَ نجواي إلا وأنت أكثر شَخصٍ في هذه الأرض أثقُ فيه وأأتمنهُ على كُل حياتي ..

قال الصديقُ : مذ عَرفتك وأنت تُعاني من داء الشك وهاهو ذا الداءُ العُضالُ سيدمرُ حياتك الزوجية ياصديقي , ماعرفت عن زوجتك إلا أنها أشرفُ أنثى على وجه الأرض وأنها تُحبك حباً متعدياً كل الحدود , أعد التفكير في كل ماقلته لي , صدقني حاول أن تتقربَ منها أكثر , حاول أن تَشعرَ بها وستكتشفُ أنك قد ظلمتها ظُلماً لن تُسامحَ نفسك عليه أبداً أبداً ..

صَمتَ الزائرُ مُفَكِراً في كَلام صديقه ثم فجأة ارتسمت على وجهه علامات الارتياح فتبسمَ في وجه صديقه وقال : صدقت , قد أكونُ أنا سبب كل مابيننا من جفاء وبرود , كيف لم أُفكِرَ بهذه الطريقة من قَبل ؟!! ...

قررَ الزائرُ أن يُنهي الحَديثَ فجأة قائلاً : سأخرجُ الآن لشراء هدية لها وأذهب للبيتِ وأبدأ معها صَفحةً جديدة وسأوفيك بالتفاصيلِ بإذن الله ..

وقبلَ أن يصلَ للبابِ التفت لصديقهِ وقالَ لهُ : لاحرمني اللهُ منكَ أيها المُخلص الوفي ..

وماأن خَرجَ الزائرُ حتى ركضَ المُخلص الوفي نحو حُجرةِ نومهِ وفَتحَ البابَ على امرأةٍ مُلتفةٍ بِغطاء السرير ووجهها مُصفرٌ من الرُعبِ وخاطبها بخوفٍ قائلاً :
ارتدي ملابسكِ وارجعي للبيتِ بسرعة قبل أن يعودَ بالهدية .!!!!!!!!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أحمد النجار