عرض مشاركة واحدة
قديم 02-14-2012, 01:06 PM
المشاركة 8
محمد الصاوى السيد
عضو النادي الأدبي بسوهاج
  • غير موجود
افتراضي
تحياتى البيضاء

غبارُ الرَّتابةِ لا ينْقضِــــــــــي
يَهُبُّ على الزَّمَنِ الرَّيِّـــــــــــقِ

فتَشحُبُ في جَوْفِهِ كلُّ ذِكـــرَى
أحِنُّ إلى وَجْهِها المُشْـــــــــرقِ

ما أجمل هذى اللوحة ، وهى التى تقوم على علاقة نحوية ثرية ، حيث نتلقى عبر الأسلوب الخبرى نتلقى علاقة الجملة الاسمية " غبار الرتابة " كعلاقة المبتدأ المضاف

- وهى العلاقة التى تكنز التخييل عبر الاستعارة المكنية التى تجسد لنا الرتابة عبر أكثر من قراءة وتأويل ، فالرتابة جهة تهب منه الغبار ، والرتابة طقس كالصيف يكسو غباره الأشياء ، والرتابة شعور يتجسد ناشرا غباره على الأشياء كأنه فى كل قراءاته يود أن يطمس معالمها وملامحها البهيجة النيرة حين يهب على وجه الزمن الريق الذى نكنز صورته فى طى الوجدان

- ثم ولنتأمل علاقة الخبر الجملة الفعلية " لا ينقضى " وهى العلاقة التى نتلقاها عبر المضارعة فى حالة ديمومة واستمرار أليم لا أمل له ولا خلاص

- ربما كمتلق أقف أمام علاقة المجرور " فى جوفه " حيث أجد فى ذائقتى الشخصية أنه لو كانت " فى روحه " أو فى باله لكانت أكثر هافة وتناغما مع الزمن الريق الذى تكابد روحه الرتابة غبارا فتشحب وجوه الذكرى التى يجلوها لنا الحنين ونحن نطالع الرتابة لا تنفك تطمس وتحط دون أن تكون لنا الفدرة على أن نزيح غباره الأليم ، لا يبقى لنا إلا الحنين ونحن نطالع أمام بصائرنا هذى المشهدية الباهرة التى تكنزها لوحة النص