عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-2012, 12:59 PM
المشاركة 71
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أثر التفاؤل في حياتنا
كن على يقين أنك ستصبح شخصًا له مكانته في المستقبل وكما يقول الرئيس هاري ترومان :
المتشائم هو الذي يحوّل الفرص التي أتيحت له إلى صعوبات ، أما المتفائل فهو الذي يحول الصعوبات إلى فرص.
كان هناك قدر كبير من الاهتمام المتزايد بموضوع التفاؤل مع ظهور حركة علم النفس الإيجابي .
بحيث كشفت بحوث ضخمة عن نتائج رائعة حول موضوع تدريب الحياة
وهو عبارة عن تفعيل قدرات الشخص الكامنة لرفع أدائه إلى أقصى درجة وهو مساعدة الشخص على التعلم بدلًا من تعليمه .
وكشفت هذه البحوث أيضا نتائج مذهلة حول مجال علم النفس بصفة عامة .
ولا تقتصر مزايا التفاؤل على فوائده الرائعة فقط ، بل أيضًا أن بإمكان أي أحد منا أن يتعلمه .
حتى الشخص الذي قضى حياته متشائمًا بإمكانه أن يصبح إيجابيًا ومتفائلًا .
وقد أظهر التفاؤل مقدرته على تحسين الصحة الجسدية والنفسية وإطالة عمر الإنسان وجعله متميزًا ومبدعًا وناجحًا في تحقيق أحلامه وأهدافه .
ووفقا لما قاله مارتن سيلجمن - أستاذ بجامعة بنسالفيا - أن الإيجابية تلعب دورًا هامًا في نتائج الألعاب الرياضية وفي الانتخابات الرئاسية .
ويعد تعليم التفاؤل بواسطة تدريب الحياة من أنجح الطرق التي نصل بها إلى عالم مليء بالإيجابية .
ومن خلال خبرتي التي اكتسبتها في حياتي المهنية أستطيع القول أن التعامل مع العملاء بأسلوب إيجابي يمكنه أن يغيّر حياتنا العملية نحو الأفضل .
وهذه الطريقة في التعامل هي طريقة رائعة وممتعة ، وتظهر نتائجها في أغلب الأحيان في غضون فترة قصيرة .
إذا ماذا نقصد بالتفاؤل؟ التفاؤل هو نظام يؤمن به الإنسان ويحتوي على ثلاثة عناصر رئيسة وهي :
- أن تؤمن بمقدرتك على صنع حياة ناجحة ومستقبل مشرق .
- أن تؤمن بأن الأحداث السلبية التي تمر بها لن تدوم أبد الدهر ، وأنك لست الوحيد الذي يمر بمثل هذه الحادثة .
وأن لا دخل لأحد في ما أنت عليه وأن عدوى هذه الحادثة لن تنتقل إلى غيرك .
- أن تؤمن أن الأحداث الإيجابية في حياتك هي أحداث دائمة وشخصية وذات تأثير كبير على الناس من حولك .
ودائما ما نرى أن المتشائمين يؤمنون بدوام الحالة التي هم فيها وبإستحالة تغيرها وتحسنها .
على عكس المتفائلين الذين يؤمنون بأن ما يحدث لهم من سوء هو مجرد حالة مؤقتة ستزول ولن تستمر .
إذن فما هو الحال بالنسبة إليك أنت عزيزي القارئ ؟ ماذا تقول لنفسك إذا ما ارتكبت خطأ
أو أخفقت في فعل شيء ما أو واجهت عقبة ما ، أو لم يحالفك الحظ في عمل ما ؟
هل تقول لنفسك أن هذه المشكلة ستكون معك حتى مماتك كما يقول المتشائمون ؟
أم تقول أنها ستزول عما قريب كما يقول المتفائلون ؟ وماذا تقول لنفسك إذا ما حدث لك شيء جميل في حياتك ؟
هل تقول أنها ليست إلا صدفة وستزول كما يقول المتشائمون ؟
أم تقول لنفسك أنها ستدوم معك وستجعل من حياتك حياة سعيدة ومن مستقبلك مستقبلا زاهرًا ؟
وهناك الكثير من الناس الذين يتخذون مواقف شخصية من هذا الأحداث ويعتقدون أن هناك يدٌ أخرى كان لها دخل فيما يصيبهم .
فنرى أن المتشائمين دائمًا ما يلقون باللوم على غيرهم من الناس بحيث إذا حدث لهم ما يسوؤهم رأيتهم يبحثون عن أحد يتهمونه .
فكيف الأمر عندك عزيزي القارئ إذا ما أصابك شيء تكرهه ؟ هل تؤمن أنك وقعت ضحية فعلة أحدهم أم أنك المسؤول عما أصابك ؟
أم هل تفعل كما يفعل المتفائلون بحيث تقول لنفسك أن مثل هذا الأمر يحدث لكل أحد منا ولكن طريقة تعاملنا مع الأمر هي التي تحدد نوع التغير الذي سيحدث لنا في المستقبل ؟ وإذا ما حدث لك شيء تحبه ، هل تقول أنه مجرد حظ لا يأتي إلى إلا مرة في العمر
أم تقول كما يقول المتفائلون أن عليك استغلال مثل هذه الحادثة والعمل على الاستفادة منها قدر المستطاع .
وإذا تحدثنا عما يفعله المتشائمون بخصوص احتمالية انتقال هذه الحالة السيئة إلى أقربائهم وأحبابهم
فسنرى أنهم قلقون جدًا حيال هذا الأمر بحيث يؤرقون أنفسهم بالتفكير فيه .
وفي مثل هذه الحالة السيئة ماذا ستفعل عزيزي القارئ ؟ هل تعتقد أن لهذه الحالة تأثيرا ًسلبيًا على جوانب أخرى من حياتك
أم تقول كما يقول المتفائلون أن تأثيرها سيكون محصورًا على جانب معين دون أن تتأثر الجوانب الأخرى من حياتك ؟
وإذا ما حدث لك ما يسرك ، هل تعتقد أنك ستستفيد من هذه الحادثة في جانب معين أم ستكون هذه الحادثة بمثابة الشمس المشرقة التي تنير كل حياتك ؟
والتفاؤل بمعناه الحقيقي هو أن تكون إيجابيا وأن تؤمن بأن أمنياتك وتوقعاتك ستتحقق وأن خياراتك وإستراتيجياتك ستكون ناجحة .
بحيث تكون على علم أنك المسؤول عن حياتك وأن لديك المقدرة على أن تصبح فعَّالًا في مجتمعك .
والشخص المتفائل يبذل قصاري جهده للإستفادة والتعلم من المحن التي يمر بها وبعدها ينطلق نحو الأمام ليحقق أهدافه وطموحه .
وهو الشخص الذي يجعل مما حققه من إنجازات وانتصارات زادًا يعينه في رحلته المستمرة من الأحلام والاكتشافات .
منقول
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
حميد
عاشق العراق
11 - 2 - 2012

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي