الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
02-09-2012, 01:07 PM
المشاركة
242
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
تابع
العشاق
د. جوني منصور
السياسة في قلوب"العُشّاق
"
دير
الرهبان الاورثوذكس على سفح جبل القرنطل
يوجه أبو شاور سهام قلمه نحو السياسيين
العرب في مختلف مستوياتهم القيادية، ولا يوفر أحدًا من توجيه نقد لاذع إلى دوره في
تهميش وتحييد القضية الفلسطينية وتحويلها إلى حدث صغير في الماضي
.
وبكونه
فلسطيني لاجئ ابن القضية، تبنى مشروعًا روائيًا أساسه سياسي واضح المعالم في سياق
تطور أحداث الرواية
.
والقيادة العربية التي تبنت القضية الفلسطينية منذ قرن من
الزمان أوصلت الشعب الفلسطيني إلى ما هو فيه اليوم، ولم تكن هذه القيادة تاريخيًا
بمعزل عن التواطؤ مع أعداء العرب كاسرائيل وبعض الدول الغربية المنتفعة من الموضوع
كبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية
.
هذا يعني، وجود مؤامرة محبوكة بحنكة
ودراية لشق إمكانية وحدة العرب جغرافيا وسياسيا عن طريق خلق قضية (أو قضايا) تشغلهم
مدة طويلة وتهدر طاقاتهم وقدراتهم العقلية وثرواتهم ومواردهم الاقتصادية
والاجتماعية والثقافية والبشرية. ويشير إلى التعاون بين سياسيين فلسطينيين في أدنى
درجات السياسة وبين المخابرات الاسرائيلية، فـ " أبو صالح، غني، لا يقرأ ولا يكتب،
لا يفهم بالسياسة، رئيس بلدية اريحا، فشل في الانتخابات، وهو ماسوني والمحفل
الماسوني فوق كراج له. من أصدقائه وزراء وضباط مخابرات ويهود"(ص 17). وهذا الشخص
يتصدر شكلاً من أشكال الزعامة. و لم يفت أبو شاور الربط بين الماسونية واليهود،
ومحاولة هذه المؤسسة المشبوهة من توسيع رقعة الملاحقة والقمع ضد الفلسطينيين
.
وموقفه من نظام الحكم يعبر عنه محمد في ص 104 بقوله:" سأنزع الضمادات، وأسير
برأسي المهشم، وشعري المقصوص الشائه، أمام الناس، لينظروا، وليعرفوا وليتعلموا
الحقد. إن هذا النظام يغتصب وطننا، وينتهك كرامة شعبنا، رئيس المخفر فلسطيني مرتزق،
والشرطي ادريس اردني، بدوي دجنه النظام، وحوله إلى برغي في الآلة التي تطحن الانسان
الفلسطيني...و...حتى الاردني. لا أخفيك، أخي حسن، بأني حزين، وأن شعورًا بالهوان
يكاد يطفح من حلقي
".
ويعود الأمل بالمستقبل وما ينتظر الفلسطيني ليتابع مسيرة
حياته بصورة طبيعية أسوة ببقية الشعوب، وكونه يناضل ويكافح من أجل بقائه: " قصوا
شعرك، وداسوا على وجهك يا أخي محمد، وقتلوا والدنا وهو يعبر الحدود ليحارب العصابات
اليهودية مع غيره من الرجال الذين رفضوا الهدنة، والاتفاقات، وتمزيق الوطن، لا بأس
.
ها نحن نكبر، ولا ننسى الدم، وهدير الطائرات، أيام التمرد والجوع والخبز الجاف
صنعتنا فهيهات أن ننكص، أو نلين، أو نسكت"(ص121
).
هذا ما احتاج إليه الفلسطيني
ليبق متمسكًا بالأمل الحقيقي كي لا يضيع هو وتضيع قضيته ويتحول إلى لا شيء في
العالم
.
وسلمان عباس رمز للمقاومة الشعبية الفلسطينية عبر تاريخ هذه المقاومة
التي لم تتوقف في وجه الإذلال ومحاولات السحق عبر الزمن التاريخي. "وأنت يا سلمان
عباس، يا أبي؟ قالوا لك، انتهى لا تتسلل، فلم تستجب
.
انتقلنا إلى أريحا، مسكينة
أمي. قالت: الحمد لله أننا غادرنا الخليل. لن يعود إلى القرية. لكنك لم تتب، لقد
أدمنت يا سلمان عباس. أدمنت، حتى قتلوك على الحدود. لقد كانوا يحرسون الحدود
لليهود، أولئك هم إخوتنا الجنود العرب، جنود الملك عبدالله
.
إنهم يتوارثون
الخيانة، ونحن نتوارث الهموم والأعباء"(ص121
).
هذا المشهد المتكرر في حياة
الفلسطيني يعكس بوضوح وصراحة إصرار الفلسطيني على العودة إلى أرضه ووطنه وبيته
وهوائه، وإصرار العربي الآخر على منعه تحقيقا للمخطط التاريخي البغيض بسلب فلسطين
من أهلها وتقديمها هدية على طبق ذهبي لتركيبة شعوب غير متجانسة أبدًا تدّعي أن الله
منحها هذه الأرض قبل آلاف السنين
.
وهنا يطرح أبو شاور موضوع " وعد الله" في
نقاش مع الأب الياس، راهب القرنطل. لقد احتاج إلى هذا الكاهن ليعطيه صورة حقيقية
حول مفهوم الوعد." أبونا الياس هذه أخفض نقطة في العالم، وهي مقدسة، ولقد طهرناها
من الأفاعي والعقارب، أنا ذكي، وهذا ما تشهد لي به درجاتي في المدرسة والجامعة
.
باختصار، لقد تكلم الله مع موسى، فلماذا لا يتكلم معي؟ اريد ان اطرح سؤالا واحدا،
ذي شقين: أولاً: هل وعد اليهود بأرض كنعان، أرض فلسطين، أرض اللبن والعسل؟ الشق
الثاني: إذا لم يعدهم، فلماذا يقف على الحياد؟"(ص122). هذه أسئلة لاهوتية وسياسية
في الوقت ذاته. وواضح النظرة الرافضة لفكرة تجنيد الله في التوراة لصالح أطماع
ورغبات اليهود والصهيونية. فهل الله خالق الكون وجابل الإنسان يميز بين أبنائه من
كافة الشعوب التي خلقها؟
ومحمود احد الابطال المركزيين في هذه الرواية يحمل في
جوفه وبقناعة ان العرب لن يستطيعوا تحقيق انتصار في حربهم مع العدو:" المشكلة،
الجماهير غير معدّة للمعركة، لا سلاح، لا ثقة بهذه الحكومة، ولكن الأمل في جيش مصر،
عبد الناصر قادر على الصمود، اما الجيش الاردني، فقد اعتاد على محاصرة المخيمات
والمدن، وتفريق المظاهرات، وبسلاحه الانكليزي والامريكي السيئ لن يحقق نتائج طيبة
.
لقد أعد لغايات تتناقض مع تحرير فلسطين رغم شجاعة أفراده"(ص 124
).
وتعود
الذكريات التاريخية القريبة زمنيا إلى مخيلة وفكر محمود فيتعمق بها أمام الأب
الياس. إلا أن الأب الياس يستبقه في مبادلة الذكريات بقوله:" ذكريات سوداء ثقيلة
لكنها عظيمة. لقد كلل المسيح بالشوك من اجل الإنسان في كل مكان، دقت المسامير في
كفيه فتحمل من اجل الإنسان، وهذا ما يفعله شعب فلسطين"(ص 124
).
فيأتيه جواب
محمود المعبر عن موقف تاريخي وسياسي صلب لا تردد فيه على وجه الإطلاق:" نحن يا أبت
لن نغفر، سندق المسامير في نعوشهم، سننظف وطننا من هؤلاء القتلة. إنه حلم، ولكن
يطلع من الواقع. أتعرف، مرات أقول إن هذا الجبل، جبل التجربة، هو تمثال للصبر
الفلسطيني. إنه راسخ، مهيب، ثقيل، صلب يا أبونا، مهما حدث في الحرب، التي ستقع فلا
بد أن نعود"(ص 124
).
رد مع الإقتباس