عرض مشاركة واحدة
قديم 08-21-2010, 12:59 AM
المشاركة 202
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
قيس بن الخطيم
تو. نحو 46 هـ

هو قيس بن الخطيم بن عديّ بن عمرو بن سواد ....بن حارث الغطريف . يُتّم من أبيه وهو صغير . فقد قتل والده رجل من عبد قيس . وكان جده عديّ قد مات قتلاً ايضاً ، فأخذ قيس على نفسه أن يثأر لابيه وجده ، وظل يهيم في طلب قاتليهما حتى ظفر بقاتل ابيه في يثرب وقاتل جده في ذي المجاز .

كان قيس بن الخطيم مقرون الحاجبين ، أدعج العينين ، براق الثنايا ، حسن الصورة . وذُكر انه كان من أحسن الناس وجهاً ، وانه ممن كانوا يتعممون مخافة النساء على انفسهن من جماله . كان شاعر الأوس وبينه وبين حسّان بن ثابت منافسات . وقيل إنه قدم مكة فدعاه
الرسول الى الاسلام وتلا عليه القرآن فقال : اني لأسمع قولاً عجباً ، فدعني أنظر في أمري هذه السنة ثم أعود اليك . لكنه مات قبل ان يعود .

يجري قيس في شعره مجرى الجاهليين حيث يستهل بالبكاء على الاطلال ثم ينتقل الى الغزل الوصفي فينظر الى المرأة عضواً عضواً وينهي قصائده بالفخر معدداً مآثره في الفتك بالاعداء والتهديد والنقمة . في شعره وصف للحرب ، يتخلله ذكر الاسلحة وتعداد أسماء الابطال من قبيلته مفاخراً، بينما يهجو الاعداء وفرارهم ، ذاكراً أيام انتصار أهله على الاعداء يوماً يوماً . وهو يعتمد في اسلوبه الفني على المعاني بشكلها الواضح ، وقد يلونها ببعض الخيال الحسي المرهون بجزئيات الواقع ومادته ، فتتلاحق الصور في شعره مترجحة بين الغلو والتقرير ، مشبعة بالحماسة والانفعال حتى العنجهية .
قال أبو الفرج الأصفهاني في "الأغاني": ((هو قيس بن الخطيم بن عدي بن عمرو بن سود بن ظفر، ويكنى قيس أبا يزيد.
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا محمد بن موسى بن حماد، قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال: أنشد ابن أبي عتيق قول قيس بن الخطيم:

بين شكول النساء خلقتهـا

حذواً فلا جبلة ولا قضف
فقال: لولا أن أبا يزيد قال: حذوا ما درى الناس كيف يخشون هذا الموضع
وكان أبوه الخطيم قتل وهو صغير، قتله رجل من بني حارثة بن الحارث بن الخزرج، فلما بلغ قتل قاتل أبيه ونشبت لذلك حروب بين قومه وبين الخزرج وكان سببها.
فأخبرني علي بن سليمان الأخفش قال أخبرني أحمد بن يحيى ثعلب عن أبي الأعرابي عن المفضل قال: كان سبب قتل الخطيم أن رجلاً من بني حارثة بن الحارث بن الخزرج يقال له مالك اغتاله فقتله، وقيس يومئذ صغير، وكان عدي أبو الخطيم أيضاً قتل قبله، قتله رجل من عبد القيس، فلما بلغ قيس بن الخطيم وعرف أخبار قومه وموضع ثأره لم يزل يلتمس غرة من قاتل أبيه وجده في المواسم حتى ظفر بقاتل أبيه بيثرب فقتله، وظفر بقاتل جده بذي المجاز، فلما أصابه وجده في ركبٍ عظيم من قومه، ولم يكن معه إلا رهط من الأوس، فخرج حتى أتى حذيفة بن بدار الفزاري، فاستنجده فلم ينجده، فأتى خداش بن زهير فنهض معه ببني عامر حتى أتوا قاتل عدي، فإذا هو واقف على راحلته في السوق، فطعنه قيس بحرية فقتله، ثم استمر. فأراده رهط الرجل، فحالت بنو عامر دونه؛ فقال في ذلك قيس بن الخطيم:
ثأرت عديا والخطيم فلـم أضـع

ولاية أشياخ جعـلـت إزاءهـا
ضربت بذي الزجين ربقة مالـك

فأبت بنفس قد أصبت شفـاءهـا
وسامحني فيها ابن عمرو بن عامرٍ

خداش فأدى نـعـمة وأفـاءهـا
طعنت ابن عبد القيس طعنة ثـائرٍ

لها نفذ لولا الشعـاع أضـاءهـا
ملكت بها كفي فأنهرت فتقـهـا

يرى قائم من دونهامـاوراءهـا