عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2012, 08:34 PM
المشاركة 138
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
إدمان السجود
إن هناك حركة من المناسب أن يتنبه لها المؤمن سواء كان في المسجد أو كان في المنزل
فمن يقدم على هذه الخطوة يصبح مدمنا عليها مثلما يدمن الإنسان الذي يتناول تلك الحشيشة التي تنبت في الأرض وتفرز مادة حمضية فإن تناولها لمرة واحدة لا يستطيع تركها
فهل رب العالمين الذي جعل خاصية الإدمان في حشيشة صغيرة لا يمكن أن يجعل الإدمان الإيجابي أي الإدمان الروحي والإدمان التكاملي في حركة من الحركات ؟
إن السجدة بالنسبة للأولياء والصالحين ليست مجرد دقائق وسويعات بل لعلهم كانوا يمضون بعض لياليهم في السجود
حيث أن من أفضل موجبات الاطمئنان هو الذكر في حال السجود وهو مقتضى قول النبي ( صلى اللهُ عليهِ وسلَّم ) :
( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )
فالسجود هو أشرف حركة بدنية وذلك لأسباب منها :
أولا :
لأن الإنسان يكون منبطحا على الأرض فالواقف شامخ بأنفه والراكع نصف التكبر خلق منه أما عندما يسجد فإنه يتكور ولعل أصغر حجم لبني آدم يكون أثناء السجود
ثانيا :
إن رأس الإنسان عادة ما يرمز إلى العظمة والتكبر والكبرياء والعلو وهو في البدن يمثل القيادة
فيلاحظ أن هذا الرأس في السجود يتطأطأ أمام رب العالمين سجوداًوكذلك فإن أشرف بقعة في الرأس وهو الموضع الذي يحاذي المخ وهو مكان التفكير ألا وهي الجبهة
وهذه الجبهة المحاذية لأشرف بقعة في الجسم على الإطلاق وهو المخ المفكر يلاحظ بأنها تلتصق بأرخص بقعة في الوجود ألا وهو التراب
يجعل الرأس وهو أشرف بقعة في الجسم والجبين وهو أشرف بقعة في الرأس يضع هذه القطعة على أرخص بقعة في الأرض.
فإذن إن الحركة هي بنفسها تواضعية بعض الناس يصلي صلاة الليل وعندما ينتهي يسجد وينام في سجوده فيكون جسمه في الأرض وروحه في السماء
هذا العبد يباهي الله تعالى به الملائكة لأنه لم يلزمه بشيء بل هو ألزم نفسه
عن رسول الله ( صلى الله عليه وآلهِ وسلَّم ) :
( يا أبا ذر إنّ ربك عزَّ وجلَّ يباهي الملائكة بثلاثة نفر -- إلى أن قال صلى الله عليه وآله وسلم ـ-
ورجل قام من الليل فصلّى وحده فسجد ونام وهو ساجد فيقول الله تعالى : اُنظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي )
إن تذوق السجدة من ألذ لذائذ العيش عند أهلها وعليه فإن السجود عملية مباركة ولكن ماذا نقول في السجود ؟
إن أفضل ذكر هو الذكر اليونسي الذي لم يفارق الأولياء والصالحين طوال التاريخ ( لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )
هذا الذكر عجيب جامع لمعانٍ عظيمة منها :
أولا : ( لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ ) هو سيد الأذكار
لم يقل : ( لا إله إلا الله ) لأن الإنسان عندما يكون قريبا من المخاطب يخاطبه مباشرة يقول : يا رب أنا أخاطبك أنت مباشرة.
ثانيا : ( سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) تنزيه أي أن ما حصل لم يكن جزافا بل أنا الذي ظلمت نفسي
فأوقعت نفسي ببطن الحوت وأنا الذي ظلمت نفسي فأوقعت نفسي في الكآبة المزمنةوأنا الذي ظلمت نفسي، فكتبت عاقبتي
وعليه فإن هذا الذكر فيه اعتراف جميل !
إن القرآن الكريم لم يذكر أن يونس ( عليهِ السلام ) قال هذا الذكر مائة مرة لعله ذكره مرة واحدة ولكن بحالة يونسية
فهنيئا لمن ذكر الذكر اليونسي بحالة يونسية ولو مرة واحدة في عمره عندها يرى الأعاجيب .
حميد
عاشق العراق
6 - 2 -2012
الاثنين 14 ربيع الأول 1433هج
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

معكم ألتقي ............ بكم أرتقي