الموضوع
:
[ " أروعُ ما قالَهُ الشعراءُ العربُ في الغَزَل ِ " ]
عرض مشاركة واحدة
01-31-2012, 02:29 AM
المشاركة
42
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,396
السلام عليكم
الأخ الفاضل حميد درويش عطية
الشاعر محمد الحسن منجد مع قصيدته الثانية
وهي الأخيرة التي سأضيفها له لأفسح المجال
لسواه من شعراء العربية
مع تحياتي فاضلي
http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1789
عابدة
طالَ البعاد وهاجَ الشوق في كبدي = وعدتُ أسألها عن حاضري وغدي
وكنت أحسب طولَ البعد غيَّرها = كأيِّ واحدةٍ من ذلك البلد
لكنَّني لم أكدْ أخطو بساحتها = حتى رأيتُ دليل السُّهدِ والجَلَدِ
رأيتُ وجهاً أحال الهجر نُضْرَتَهُ = إلى شحوبٍ .. فما يخفى على أحدِ
وقامةً قد كساها السهد ثوب ضنىً = وغابَ عنها تثنِّي الخصر .. لم يَعُدِ
فلا العيون كما عهدي بها ائتلقتْ = ولا الخدود نديَّاتٌ من الرَّغَدِ
كأنها لم تكنْ بالأمس ناعمةً = هيفاءَ تأسر قلب الصبِّ بالغَيَدِ
* * * = * * *
وقفتُ أُبعدُ عني الوهمَ واقتربتْ = مني تصافحني .. لمَّا مددتُ يدي
وغرَّقتْ في عيوني نظرةٌ سفحتْ = إليَّ كل حديثٍ دار في خَلَدي
سألتُها: ما الذي أضناكِ ؟ فانتبهتْ = لما رأيتُ فقالتْ : كُفَّ .. لا تزِدِ
خبا جماليَ فالمرآةُ تخذلني = وكنتُ أنظرُ فيها نظرةَ الصَّيَدِ
وجفَّ ثغريَ إثرَ الهجرِ واكتحلتْ = عينايَ بعد بريق السحرِ بالرَّمدِ
فما نحوليَ إلا من نواكَ وما = ذبول حسنيَ إلا من لظى الكَبَدِ
* * * = * * *
وكنتُ أخطر بين الغيد مائسةً =وكُنَّ يُضمرنَ لي حقداً من الحسدِ
وقد رثَيْنَ لحالي بعدما انطفأتْ = أنوارُ وجهي .. ولاح السُّقمُ في جسدي
فرحت أعدو إلى المرآةِ أكسرها = وأزجرُ الدمع إثر الصحو كالولدِ
علَّمتَني كيف أفنى في هواكَ فهل = عاتبتَ نفسكَ إذ أَورثتَني كمدي ؟
أم جئتَ تسخرُ من حبٍّ سهرتُ به = على نواكَ .. وتوري النارَ في كبدي
* * * = * * *
جعلتُ حبَّكَ لي محرابَ عابدةٍ = أُقيم فيه صلاة الحب للأبدِ
يظلُّ يُنعشُ روحي منه طيفُ رؤىً = فأسكبُ القلبَ في أوهاميَ الجُدُدِ
أُعلِّلُ النفسَ في وصلٍ حلمتُ به = أيامَ كنتَ تبيع الحبَّ في بلدي
عشقتُ فيك حناناً كنتُ أَنشدهُ = تحت الجناحِ كزغب الطائر الغَرِدِ
فلو سألتَ حياتي ما ضننتُ بها = على هواكَ .. وحقِّ الواحد الأحدِ
وما عليكَ ؟! فإني قد نذرتُ دمي = فإنْ يَرُعْكَ حطامي اليوم .. فابتعدِ
المعرة - قرية تلمنس 1-8-1965
رد مع الإقتباس