كيف أُحبكَ أكثرْ ؟
======
حسام الدين بهي الدين ريشو
===========
كان كالفلك الدوار بين القلوب والأرواح
ينثر الحب وهو مسكون بأحزان لا ضفاف لها ولا مرفأ .
وأقام البنفسج متكأ لقلبه النازف من شدة الغربة
فبدا وكأنه طائر خارج السرب !!
مسافر في ليل الغرباء
يشدو للحب والحنين ؛ كما الناي الحزين .
وجاءت اليه
أو ورد عليها ..
كانت كقطة وديعة أو زهرة فُطِمتْ عما سواه
سألته :
لمن كل هذه الأشعار والأنغام ؟
قال لها :
أنت !!
أخفيتك حلما بين طيات دفاتري
أغلقت عليك كتاب القلب منتظرا على أحر من الجمر حتى نلتقي
قالت في همس دافئ :
لقد اسكرتنى ؛ وهيجت وجداني ؛ وأيقظت أشجاني ؛ فأسهدت اجفاني ؛ وتغيرت أحلامي !!
نظر الى عينيها ؛ وترنح قلبه وهي ترنو اليه !!
في بحر عينيها كانت تتراقص أمواج عسلية ؛ فألقى بروحه سابحا في صفائها وحنانها قائلا :
دعيني أرحل في أعماق الأنوثة فيك !!
أسبلت جفنيها ثم أغمضت عينيها وسرى من بين شفتيها صوت آسر .. أرق من أريج الزهور ... راجية أن يُرتل عليها ماسطر القلب من كلمات
كان ثغرها معسولا بنسيم القرنفل ولونه الساحر .. تمنى ساعتها أن يذوب في كيانها أو يسافر في طى أنفاسها
أعاد عليها :
أتذكرين !!
ذلك الصبح الوليد الذي ضمنا !!
التقينا فيه غريبين .. عابرين
يلفنا الحب والحنين .. يارائعة الجبين ؟
وتمنى لو يمد يده .. يلامس وجنتيها
أزاح خصلة من ليلها الناعم وانحنى يضع سجدة شفتيه .
فأشرق وجهها أكثر وهمست :
انتظرتنى على أحر من الجمر !!
ها أنذا أجئ اليك على أحر من الشوق !!
فهيا نبحر معا بين مرافئ الحب والحياة !!
قال لها :
مالحياة الا أمرأة .. والحب سر الحياة ... ومعك الآن أبدأ الحياة !!
أولد من رحم الأحزان .. أمزق قلق النفس لتتفجر ينابيع العاطفة المخزونة التي ادخرتها لك !!
وصلتْ الى درجة النشوة وهي تشهد ميلاده الجديد بين مشاعرها ؛ طائرا بأجنحة من خيال ؛ فاشتعلت نفسها وتوهج قلبها بروحه الشفافة ووجده الذي أزاحت عنه ستائر الأحزان وقالت :
زدني !!
قال :
في شغاف قلبك ضميني
واعزفي معي على أوتار الوهج الممتد من عينيك الى فؤادي !!
وغني معي للشوق .. للحب .. للحنان .. للطير .. للأشجار .. للأزهار !
وامنحيني كل فجر لحظة أتأمل فيها ناظريكِ
أبثها حرقة الوجد .. وأهديها أيام العمر !!
عاودتْ حنان الهمس :
عن موعدك لن أتأخر !
لكن
علمنى كيف أحبكَ أكثرْ ؟
ولماذا أشجانك أكثر ؟
ومتى أحزانك تبحر ؟
قال :
بك صار داء الحب دواء
واصبحتً من فرط الهوى
مولى لأهدابك السوداء
وعلى أوتار حبك أعزف ألحان الرجاء
مابين صبح ومساء
ياأنيسة القلب يازهراء !!
قالت والقول منها رواء :
بالله عليك كفى !!
فقد تخللتَ روحى حتى المنتهى
وصرتَ عند قلبي المجتبى
وهاهو فؤادي قبل الفراق
في شوق لجديد الملتقى !!
وانني كل يوم في انتظارك عند الضُحى
ولله منك المشتكى
اذا خلَّفْتني وحيدة
في الليل اذا سجى !!