بَارِيسُ، أَنَا أُشْبِهُك / للشاعر الفرنسي جان مورياس ترجمة : سليمان ميهوبي *** بَارِيسُ، أَنَا أُشْبِهُكِ : الشَّمْسُ حِينًا تَسْطَعُ فِي سَمَائِكِ الزَّرْقَاء، ثُمَّ إِذَا هُوَ الْغَيْم؛ لِلشَّمَالِ الْأَرْمَلِ إَنْ أَصْبَحْتِ مِثْلَه، جَاوَزْتِ الْبِلاَدَ الْمُعَطَّرَةَ بِالنَّسِيم. مَحزُونٌ حّتّى الْمَوْت، وَفِي الْوَقْتِ ذّاتِهِ مَسْرُور، كُلُّ شَيْءٍ عِنْدِي مُصَادَفَةٌ فَأْلٌ سَعِيدٌ وَمَشْؤُوم؛ بِلاَ سَبَبٍ تَرَقْرَقَتِ الْفَرَحَةُ فِي عَيْنَيّ، وَابْتَسَمَ الْقَدَرُ الْعَبُوسُ عَلَى وَجْهِي. *** ـــــــــــــــــــــــ **جان مورياس يونانيّ الأَصْل، فرنسيّ التعبير، عُدّ من أَفْضل شعراء عصره في فرنسا؛ قدم إلى بباريس سنة 1875 لدراسة الحقوق ثم عاد ليقيم بها سنة 1880 إلى وفاته سنة 1910. تشرّب الرمزية من بودلير ومالارميه وتأثر كثيرا بفرلين، أسس للحركة الرمزية سنة 1886؛ ما لبث أن انفصل عنها سنة 1892 وابتعد عن شعرائها ليعود إلى الأصل، إلى الشعر الكلاسيكي مع ديوانه الشهير "الْمَقْطُوعَات" أو المقاطع الشعرية سنة 1899. هنا في هذه القصيدة يتنازع الشاعر مزاجان : حبه لباريس وحنينه لمدينته الأصلية أثينا، حبه لنهر السين وحنينه إلى معبد أكروبوليس. المترجم.