لما زارني طيف الحبيب
في ساعة متأخرة من الحنين
زارني طيفه
والشوق يطبق على أنفاسي
يعتصر ما بقي فيها من آهات
وقلبي ...
يتوسد الظلمة لحدا
أضاء لي شمعة
فرأيته
رأيته في لهيبها الوسنان
رأيت أرضا معطاءة
ذات يوم ….. أقلتني
ورأيت سماء وضاءة
ذات يوم ….. أظلتني
هناك ….. هناك في البعيد
أحبة يلوحون لي
ضجت مرابع الصبا يوما
من عناق ضحكاتنا
اشتد ساعد اللهب وقوي عوده
وتهاوت حجب الظلام
الواحدة تلو الأخرى
آه …. ثم آه … ثم آه
أيها الحبيب
كم ظلمناك ... وكم قسونا عليك
ولكنك كنت أكبر منا جميعا
كنت الرحم الذي ضمنا
والحضن الذي لمنا
واليد الحنونة التي مسحت على جباهنا
فانتبهنا من رقدتنا
شمعة الأمل شبت عن الطوق
عانق شعاعها كبد السماء
فرأيت الحبيب فيها
وضاء الجباه
ورأيتني أعانقه
وقد تعافى مما عاناه
يالروعة طيف الحبيب
لما زارني
في تلك الساعة المتأخرة
من ذاك الحنين