عرض مشاركة واحدة
قديم 01-06-2012, 07:34 PM
المشاركة 7
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هذا المقال بالغ الأهمية وهو يعالج عدة قضايا في نفس الوقت سوف أحاول التعليق عليها تباعا لعل تكرار الحديث في الموضوع يلفت انتباه المهتمين بدور النقد ويفعل النقاش والحديث عنه والاهتمام به:

أولا: لا اعرف صراحة إذا كان دور للنقد فاعل حقا في تطور الأدب كما يرد في النص هنا (وظلَّ النقد الأدبيشاهِدًا حيًّا على تطوُّر الأدب عبر العصور المُتَلاحِقة صَحِبَه في مراحل ضعْفهوقوَّته، وظلَّ للنقد الأدبي نفوذُه على الأدب؛ يُفسِّره تارةً، ويعرف به تارةًأخرى، وفي عُصور ازدِهاره كان له أثَرٌ فاعلٌ في توجيه الأُدَباء إلى الأنموذجالأدبي الرفيع الذي ينبغي أنْ يتقدَّم) بل ربما كان العكس هو الصحيح فغالبا ما ينصب الناقد من نفسه حاكما ويصدر عن بعضهم نقدا جارحا ، محبطا وهو ليس بالضرورة صحيحا مما يؤدي إلى موت النص الأدبي وبالتالي موت الأدبي الذي يصيبه اليأس.

والمشكلة هنا تكمن في أن عقل المبدع هو في الغالب أعلى مستوى من عقل الناقد الذي ينظر إلى العمل الأدبي من منطلقات محددة وقوالب قد لا ترتقي إلى مستوى العطاء الإبداعي. وخلاصة القول أرى بأنه قد يكون للنقد دورا مدمرا للأدب بل في الغالب ذلك هو ما يفعله النقد.

يتبع،،

أولا: لا اعرف صراحة إذا كان دور للنقد فاعل حقا في تطور الأدب كما يرد في النص هنا.
أخي الحبيب و أُستاذي الكريم !
حول سؤالك الأول
:
العرب و العجم مجمعونَ على أهمية الناقدِ ، و ضرورة النقد.
بل إنَّ الله خلق لنا من باطننا من ينقدنا (فلا أقسم بالنفس اللوامة), و النبي _ صلى الله عليه و سلم_ قال ذات يوم لأصحابه : (إنما أنا بشر فإذا نسيت فذكروني) ،
و النبي _ صلى اللله عليه و سلم) نفى الكمال عن الإنسان أكان شاعراً أم سياسياً

أم..... الخ ، فقال: كلُّ ابن آدم خطَّأ )،
بل حث عليه الصلاة و السلام على النقد الذاتي و الجمعي (الدِّين النصيحة. قيل : لمن يارسول الله ؟ قال: لأئمة المسلمين و عامتهم) و يندرج تحت أئمة المسلمين أئمتهم في الشعر و النثر فلا بد من وجود أئمة النقد حتى يمشي الأدب معتدلاً بين الناس فيَحْلى حين يُجلى .

و لو أردت أن أسرد شواهد العرب حول أهمية النقد لأطلت عليك و أمللت و لكن
:
1.
حينما دخل أبو تمام رحمه الله بغدادَ كشاعرٍ ذهب إلي مجمع الشعراء ليسمعهم و لينال الإجازة
فكان بعض من حضر يَعقد له أصابع يديه و كان أبو تمام يقول:
لا أدري كما أحصوا عليَّ

عاد هذا الشاعر الفتي ّليمارس النقد في أشهر صوره حينما أخرج لنا كتاب (الحماسة)
.
2.البحتري صاحب البيت الشهير الذي هاجم فيه نقاد عصره:

عليَّ نحت القوافي من محاجرها= و ما عليَّ إذا لم تفهمِ البقرُ

مارس النقد حين قالوا له: أأنت أشعر أم أبو أبو تمام؟

قال نقدا: جيدُه خيرٌ من جيدي و رديء خير من رديئه ، هو أبحث عن المعاني و أنا أقوم لعمود الشعر.


أخي الحبيب !
هناك سُنة التخصص و خبرة التمرس و واجب التدريس للفنون .

فلا يُعقل أن يعرض الجواهرجيّ كنوزه على نجار ٍ ، و كذا لا يَطلبُ الشاعرُ رأيَ سباكٍ حول شعره فَـَ : (كلٌّ في فلكٍ يسبحون)

فعلى الفنان البلاغي أن يذهب إلي الناقد شيخ صناعة القول في بلده ليتتلمذ على يديه

يُعرِفه بمسالك القول ، و يصحح له ما سقم ، و يقوم ما أعوج ،حتى إذا اكتملت آلته فَعلَ بِمَنْ هم دونه ما فُُعل به من الإحسان.

جاء في أخبار أبي تمامٍ لأبي بكر الصولي:

حدثني سُوَّار بن أبي شُراعة قال، حدثني البُحتريُّ ، قال: كان أوّل أمري في الشعر ، و نباهتي فيه ، أني صرتُ إلي أبي تمامٍ بِحِمْصَ ، فعرضتُ عليه شِعْري ، و كان يجلسُ فلا يبقى شاعرٌ إلا قصَدَه و عَرضَ عليه شعرَه ، فلمَّا سَمِعَ شِعري أقبَلَ عليَّ و ترك سائرَ النَّاس ، فلمَّا تفرقوا قال : أنتَ أشعرُ من أنشدني .......... )


أسلافنا كانوا يعقدون الحِلقَ لنقد الفن البلاغي : شعره و نثره من الجاهلية في عكاظ ثم في صدر الإسلام كسوق المربد ثم العصر العباسي في المساجد و القصور إلي يومنا هذا و من شواهده هذه المنتديات المباركة لمن أراد َ أن يسمعَ الحقَّ و إلا فالباطل عدوّ أصم.



______________________________________


والمشكلة هناتكمن في أن عقل المبدع هو في الغالب أعلى مستوى من عقل الناقد الذي ينظرإلى العمل الأدبي من منطلقات محددة وقوالب قد لا ترتقي إلى مستوى العطاءالإبداعي.

أستاذي الكريم!
كلامك يذكرني بمقالة قرأتها و هذا رابطها :

http://www.itp.uni-hannover.de/~flohr/papers/m-mod-crit-thought1.pdf

فقد عقد الكاتب مقارنة بين وجهة نظر ماثيو أرنولد و بين وجهة نظر أوسكار وايلد حول الفنان(البلاغي) و الناقد.
فأرنولد يرى :أن خلق الأفكار السليمة و المبتكرة هي مهمة الناقد:
(
The creating of a current of true and fresh ideas , is the responsibility of criticisim )
، بل يتجاوز هذا الحد ليقول:
إنَّ الفن يقوم على الناقد الذي يوفر تلك المفاهيم.

(
art is completely dependent on the critic who to provide these ideas )
و يؤكد هذه النظرية بقوله :
إن الناقد هو الذي يعد الأرضية لتقوم عليها النشاط الفني:

(
The critic therby prepares the ground for artistic activity)
في حين
يرى أوسكار وايلد النَّقدَ في نفسه عملية فنية.
(
Criticism is in itself an art)
بل مبدعة و مستقلة.

(
Criticism , in fact , is both creative an indepent)
فالنقد عمل انطباعي كذلك.

(
criticism is also impressionistic)
ثم عاد ليقول أن النقد هو الإبداع من خلال الإبداع.

(
a creation within a creation)

أخيرا يوجز صاحب المقالة حول الرجلين :
و إن اختلفا في ترتيب درجة الإبداع بين الفنان و الناقد إلاإنَّهما متفقان على أهمية
النقد في تطوير الفن:
(
Both critics agree in the importance of criticism for developing the art)
__
و تقبلوا خالص الود.

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا