الموضوع
:
مَجْمعُ الأمثال
عرض مشاركة واحدة
01-02-2012, 01:17 AM
المشاركة
160
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 6
تاريخ الإنضمام :
May 2010
رقم العضوية :
9229
المشاركات:
9,393
.... آكُلُ لَحْمِي ولَا أَدَعُهُ لآكِلٍ ....
أول من قال ذلك العّيَّار بن عبد الله الضبيّ ثم أحد
بني السِّيد بن مالك ابن بكر بن سَعْد بن ضبة ، وكان
من حديثه فيما ذكر المفضل ، أن العَيَّار وَفَد هو وحُبَيْش
بن دُلْف وضِرَار بن عَمْرو الضَّبْيَّانِ على النعمان ،
فأكرمهم وأجرى عليهم نُزُلاً ، وكان العيار رجلاً بطالاً
يقول الشعر ويضحك الملوك ، وكان قد قال :
لا أذْبَحُ النازيَ الشَّبوب ولا
أسْلَخُ يومَ المُقَامـة العُنُقَا
وكان منزلهم واحداً ، وكان النعمان بادياً فأرسل إليهم
بجُزُرٍ فيهن تيس فأكلوهن غير التيس ، فقال ضِرار للعَيَّار
وهو أحدثهم سناً : إنه ليس عندنا من يسلخ هذا التيس فلو
ذبحته وسلخته وكفيتنا ذلك ، قال العيار : ما أبالي أن
أفعل ، فذبح التيس وسَلَخه ، فانطلق ضرار إلى النعمان
فقال : أبيت اللعن ! إن العيار يسلخ تيساً ، قال : أبعد ما
قال ؟ قال : نعم ، فأرسل إليه النعمان فوجَده الرسولُ يسلخ
تيساً فأتى به ، فقال له : أين قولك
* لا أذبح النازي الشبوب * ؟
وأنشده البيت ، فخجِل العَيَّار ، وضحك النعمان منه
ساعة ، وعَرَفَ العيار أن ضِراراً هو الذي أخبر النعمان
بما صنع ، وكان النعمان يجلس بالهاجرة في ظل سُرَادقه ،
وكان كسا ضراراً حلةً من حُلَلِه ، وكان ضرار شيخاً أعرج
بادناً كثير اللحم ، قال : فسكت العيار حتى كانت ساعة
النعمان التي يجلس فيها في ظلِّ سُرَادقه ويؤتى بطعامه
عمد العيار إلى حُلَّة ضرار فلبسها ، ثم خرج يتعارج حتى
إذا كان بحيال النعمان كشف عنه فخرئ ، فقال النعمان :
ما لضرار قاتله الله لا يَهَابني عند طعامي ؟ فغضب على
ضرار ، فحلف ضرار ما فعل ، قال : ولكني أرى أن العَيَّار
فعل هذا من أجل أني ذكرت سَلْخه التيسَ ، فوقع بينهما
كلام حتى تشاتما عند النعمان ، فلما كان بعد ذلك ووقع
بين ضرار وبين أبي مَرْحَبٍ أخي بني يَرْبُوع ما وقع تناول
أبو مَرْحَب ضراراً عند النعمان والعيار شاهد ، فشتم العيار
أبا مرحب وزجَره ، فقال النعمان : أتشتم أبا مَرْحَب في
ضرار وقد سمعتك تقول له شراً مما قال له أبو مرحب ،
فقال العيار : أبيت اللعن وأسعدك إلهك ، آكل لحمي ولا
أدعه لآكل ، فأرسلها مثلاً ، فقال النعمان : لا يملك مَوْلَى
لمولى نصراً ، فأرسلها مثلاً .
رد مع الإقتباس